صواريخ كاتيوشا وأخرى سياسية تستهدف رئيس الجمهورية ميشال سليمان. في الأولى “الله ستر” ولم تسجل اصابة وما زالت حتى اليوم مجهولة المصدر، أما الثانية فهي مستمرة في اطار حملة أقل ما يُقال عنها أنها “شرسة”. ففريق 8 آذار لاحظ أن خطاب رئس الجمهورية في العيد 68 للجيش استهدفه، وأوساط منه اعتبرت الخطاب نسخة منقحة عن النقاط السبع التي كانت محطة رفض من “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
لعضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت رأي يخالف نظرة “8 آذار”، إذ قال لـ”النهار” ان خطاب رئيس الجمهورية أكد سيادة البلد والدستور وإعلان بعبدا الذي وقعه الجميع”. وأشار الى أن “خطاب سليمان في عيد الجيش لم يختلف كثيراً عن خطاب القسم الذي ألقاه بعيد انتخابه”.
وعما تتناقله أوساط “8 آذار”، قال: “إللي تحت باطه مسلّة بتنعره”، مشدداً على أن “الخطاب هدف الى المحافظة على مصلحة البلد وأمنه، لكن يبدو أن البعض عندما تحدثهم عن سيادة البلد وأمنه، يشعرون أنهم مستهدفون، لأنهم يعتبرون أن كل أمر لا يمر عبرهم هو خيانة”.
فتفت تطرق الى الحملة التي يتعرض لها سليمان، ولاحظ أن الصواريخ التي سقطت ليل الخميس “أمر سخيف، أمام الحملة الاعلامية التي شنت على الرئيس وللحملة اعتبارات عدة وفق فتفت، أولها أن “حزب الله” وحلفاءه يعتبرون أن “كل من لا يلتزم حرفياً سياستهم هو خائن وعميل”، معتبراً أن “الحملة على الرئيس تخوينية، كما هناك تخوين للجيش في كلام صحافي قال ان لا شرعية سوى شرعية المقاومة وأسقط الشرعية عن الجيش اللبناني، وصولاً الى النفس الانقلابي عند آخرين”، ووصف الحملة بـ”العقل الالغائي التكفيري لأن العقل التخويني هو نفسه التكفيري ولا فرق بينهم”.
وفي شأن وصف أوساط “8 آذار” الخطاب بأنه نسخة منقحة عن النقاط السبع التي رفضها “حزب الله”، لفت فتفت الى أن “هذا الكلام عار من الصحة، فأنا شاهد في تلك المرحلة (حرب تموز) لأنني كنت وزيراً للداخلية والبلديات، والكلام غير صحيح لأن “حزب الله” أعلن تأييده للنقاط السبع بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله شخصياً، وذلك في خطاب له في 9 آب 2006 الذي طالب فيه الحكومة اللبنانية التزام النقاط السبع، ولم يطالب بها فحسب بل أصر عليها”، واصفاً ما قالته أوساط سياسية بـ”الغريب وهو تحوير للتاريخ بالكامل”.
وعادت “النهار” الى التاريخ المذكور واقتبست من كلمة نصرالله الآتي: “أدعو الحكومة اللبنانية الى مزيد من الصمود السياسي والى التمسك بخطة النقاط السبع التي اجمعنا عليها كلبنانيين لأن اي تجاوز لبنود هذه الخطة التي اعتبرت في رأينا تحفظ الحد الادنى من الحقوق الوطنية والمطالب هو خروج على الاجماع الذي كنا جميعاً حريصين عليه في كل المراحل السابقة”.
وعما إذا كان سليمان أسقط معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” في مضمون خطابه بحسب ما اعتبرت أوساط “8 آذار”، أكد فتفت أن “حزب الله من أسقاط المعادلة، أما الرئيس سليمان فهو يقرأ التاريخ والوقائع”، موضحاً أن “الحزب أسقط المعادلة عندما أسقط المقاومة وحوّلها ميليشيا تستقوي على السلطة في لبنان، من ثم ميليشيا لخدمة المشاريع الإيرانية”.
وأضاف فتفت أن سليمان “استهدف بكلامه كل جهة تستخدم السلاح، لأن كل لبناني قاتل خارج الحدود سلاحه غير شرعي وغير قانوني، كما يستهدف “حزب الله” والآخرين الذين جرهم الحزب”، وتابع: “نصرالله فتح وكالة سفريات لسياحة التقاتل في سوريا، والفرق بين نصرالله وغيره أن الحزب وعلى لسان أمينه تبنى القتال في سوريا رسمياً، كما أن نصرالله أدلى بمعلومات خاطئة عندما اتهم “تيار المستقبل” بأنه يقاتل في سوريا ونحن تحديناه أن يعطينا اسم شخص أرسله التيار وقتل في سوريا، وأنا طالبت بذلك منذ شهرين ولم يقدم نصرالله اي اسم”.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك