من حق الشعوب ان تقرر مصيرها، ومن حق هذه الشعوب ان تقرر مصيرها بالاقتراع وممارسة حقها الانتخابي، كما من حق السلطة ان توفر المناخ السياسي والظروف الامنية المناسبة لاحترام اصوات المقترعين وآرائهم السياسية، هذا في المبدأ طبعا. اما في الواقع واذا اخذنا سوريا على سبيل المثال لا الحصر فان السلطات السورية ضربت هذا المبدأ بعرض الحائط منذ استلام حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم حتى اليوم.
في جميع المحطات الانتخابية يفوز حزب البعث العربي الاشتراكي بكامل مقاعد مجلس الشعب كما يفوز الرئيس السوري بنسبة 99.99%، انه امر غريب، اذا كانت هذه النسب صحيحة، فهل المشاركون في المظاهرات التي شملت معظم المدن والقرى السورية يمثلون فقط 0.1% من السكان؟
اسئلة كثيرة تطرح نفسها ولا وقت لبحثها حاليا لان الاهم والابرز ان نعلم ماذا يدور في الشوارع السورية، ورواية من الاصح؟
في درعا التي تعتبر فتيل الازمة الذي اشعل سوريا، الاحتجاجات بدأت بأعمال صبيانية لا دخل لها بالسياسة او بالمذهبية او الطائفية. مجموعة من الاطفال اجتذبتها شعارات الربيع العربي ومن لم تجذبه في صحراء الدول العربية القاحلة ديمقراطيا، واذا بهم يطوفون في الليالي يكتبون على الحيطان شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" ولكن نظام البعث الممسك جيدا بمفاصل الحياة في سوريا تمكن من القاء القبض على الاطفال واقتادهم الى مفرزة الشرطة.
ولما حاول الاهالي الاستفسار عن مصير اطفالهم، اجابهم الضابط:" يجب ان تتناسوا هؤلاء الاطفال، وعوضا عن سؤالنا عنهم باستمرار انسوهم وعودوا الى منازلكم انجبوا بدالهم"، اجابة الضابط كانت شرارة الانفجار الذي الهب قلوب السوريين الطواقين الى التغيير والتبديل في وطن تمنع السلطة انتشار المواقع الاجتماعية وتحد من الحريات الشخصية لا بل تتحكم بمفاصل حياة البعض وترسم مستقبل البعض الاخر.
درعا التي اعتبر وزير خارجية سوريا بعد 3 ايام على بدء الاحداث ان ما يجري "لم يعد من الممكن السكوت عنه ويتطلب اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحفظ الامن".
وشدد على "ان سوريا تحترم حق التظاهر السلمي" مؤكدا على "مشروعية المطالب الشعبية وعلى ما سبق ان اعلنته سوريا من انها تعمل للاستجابة لها وفق برنامج اصلاحي يشمل الاصلاحات الاقتصادية والسياسية واصلاح القضاء ومحاربة الفساد".
من جهتها اكدت السلطات السورية تصميمها على "التصدي للمجموعات المسلحة التي تطلق النار من دون تمييز على المتظاهرين وقوات الامن".
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "لن نسمح بالخلط المتعمد بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية الراسخة وضرب مرتكزات السياسة السورية القائمة على اساس الدفاع عن ثوابت الامة ومصالح الشعب".
من جهته اكد شاهد عيان ان "قوات الامن السورية فتحت النار على المشيعين بالقرب من المسجد العمري في مدينة درعا في جنوب البلاد عقب جنازة ضخمة للقتلى من المحتجين المؤيدين للديمقراطية".
أضاف:" أن قوات الامن استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز لتفريق الاف السوريين الذين كانوا يرددون هتافات مطالبة بالحرية بعدما تجمعوا بالقرب من المسجد الواقع في الحي القديم من المدينة قرب الحدود مع الاردن". وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان "قوات الامن السورية قتلت 37 شخصا على الاقل خلال احتجاجات يوم الجمعة في ارجاء سوريا".
السلطات السورية تعتبر ان هناك "عصابات مسلحة في سوريا وهناك من ينقل لها السلاح من لبنان"، في حين يعتبر المجتمع الدولي وتؤكد المنظمات اللبنانية المعادية لسوريا ان السلاح ينقل من سوريا الى المنظمات الموالية لسوريا وعلى رأسها حزب الله، فهل حزب الله من يصدر السلاح الى سوريا؟
syrianshuhada.com/default.asp?a=st
انه موقع الثورة السورية وفي مطالعة اسماء الشهداء في هذا الموقع، يتبين عدد الشهداء
وفي اي مدينة وفي اي تاريخ استشهد وماذا كان يفعل فيتبين ان عدد الشهداء المدونين 2646 بينهم 90 انثى، وفي محافظة حمص سقط 680 شهيدا، بينما 615 في درعا،359 في ادلب، 288 حماة، ريف دمشق 206.... كما فند الموقع الالكتروني اسماء العائلات، كما دون اسماء القرى، واعمار الشهداء، وان دلّ هذا الامر على شيء فانه يدل على ان ما يقوم به الشعب السوري ليس الا كتابة تاريخ سورية الحديث تماما كما دون اجدادهم اسماؤهم في معركة ميسلون.
ومن الطبيعي ان يبتسم الحظ لمناضلين تمردوا على الاجهزة الامنية وتخلصوا من شبكة المعلومات العنكبوتية واذا كان صحيحا ان الاجهزة الامنية تطلق النار على المتظاهرين فمن حق هؤلاء الدفاع عن انفسهم.