قلت صحيفة "الأنباء" عن مصدر لبناني مسؤول ان سحب السلاح الكيميائي من قبضة النظام السوري هدفه البعيد خدمة اسرائيل. ورأى المصدر أنه "قد تنضج تسوية سياسية حول سوريا، لكن أفقها لم يلح بعد، مما يفتح الواقع السوري ومصير الرئيس بشار الأسد وهوية الرئيس السوري المقبل على كل الاحتمالات، فيما يبقى للميدان تأثيره المباشر والنهائي".
وبحسب المصدر، تملك ايران الآن 3 أوراق: الملف النووي، لبنان، سوريا، اضافة الى تأثيرها في العراق، ويسوق الرئيس حسن روحاني لسياسة خارجية جديدة يجب أن تعطى وقتا ليتضح مدى جديتها، وكيف سيتعامل معها الغرب والعرب مع ان الكثيرين يعتقدون أنها مناورة ذكية، لا أكثر.
واذا نضج التفاهم مع روسيا وايران بحسب المصدر فسيولد الاتفاق حول سوريا الجديدة، والا فان الحرب ستستعر مقابل الحرص العربي والاقليمي والدولي على ابقاء لبنان مستقرا سياسيا وامنيا واقتصاديا.
وأضاف المصدر ان حزب الله اصيب بضعف جراء تورطه في سوريا، وبسبب التدابير في الضاحية، وسواها من المناطق بعد التغيرين في بئر العبد، ورويس والمخاوف التي فرضت نفسها من هذا القبيل.
وبسبب هذا كله احرج حزب الله امام مناصريه، وبيئته وتجار الضاحية، وسائر اللبنانيين، مما دفع به للبحث عن مخرج، فطلب ذلك من وزير الداخلية مروان شربل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم فما كان من شربل الا ان اوجد له قارب النجاة، فكانت الخطة الأمنية بكل ما شابها، اذ لا ضمانات بالنسبة الى السماح للقوى الأمنية بممارسة دورها بالقبض على المطلوبين، او المخالفين. اكثر من ذلك فقد رمى حزب الله على الدولة مسؤولية وقوع أعمال ارهابية جديدة في الضاحية، وهو اصلا لم يكن قادرا على منعها، لذلك فان المخاوف الامنية ستبقى هي نفسها، والافق السوري سيغرق أكثر فأكثر في الاسوداد والدم والمدار.
وتابع المصدر ان الخارج سيتجه الى ايجاد نوع من تفاهم على تنظيم خلاف اللبنانيين خصوصا حول الازمة السورية، وسلاح حزب الله، من خلال بيان سياسي يبتكر نقاطا مشتركة ومخارج للتعاطي مع سوريا، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، واعلان بعبدا، والموقف الرافض لسلاح حزب الله، وتورطه في الحرب السورية.
واذا نضج التفاهم الخارجي حول هذا الموضوع، عاجلا او آجلا فسيتعايش اللبنانيون مع تركيبته الجديدة التي ستتجلى في شخصية الرئيس المقبل، وفي توازنات المعادلة السياسية حكوميا، وبإقرار قانون الانتخاب الملائم لهذه الغاية. وفي رأي المصدر المسؤول لـ"الأنباء"، فان حزب الله قد يضطر الى اعتماد سياسات اكثر واقعية وتواضعا خصوصا اذا تبين ان السياسات الايرانية الجديدة مغايرة كليا لما هي عليه مرتكزات الحزب منذ عقود.