تقاطعت معلومات خاصة لـ"السياسة" في كل من بيروت ولندن خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية حول "مخاوف من اندلاع موجة اغتيالات جديدة في لبنان تشمل "الرؤوس الحادة" في "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري الذين يأخذون بصدورهم الحملتين العنيفتين على وحشية النظام السوري في التعامل مع المواطنين العاديين, وعلى اجرام حزب الله الذي اثبت القرار الاتهامي الاول لمدعي عام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار ضلوع اربعة من قيادييه في جريمتي اغتيال رفيق الحريري وجورج حاوي ومحاولتي اغتيال وزير الدفاع السابق إلياس المر وزميله وزير الاتصالات السابق مروان حمادة".
وقالت المعلومات اللبنانية المستقاة من جهات امنية موثوقة عادة "ان لدى اجهزة الامن في بيروت ما يمكن اعتبارها استعدادات داخل اجهزة "حزب الله" التي مازال قسم كبير منها تحت امرة المطلوب من بلمار بدر الدين صهر عماد مغنية والمقرب من حسن نصرالله, والذي مازال يقيم في الضاحية الجنوبية من بيروت بعكس الشائعات التي تطلقها وسائل اعلام الحزب عن وجوده في ايران مع رفاقه الثلاثة المطلوبين الآخرين, ما قد يحمل على الاعتقاد ان قيادات هذا الحزب كلفت بدر الدين هذا مجددا بتصفية عدد من وزراء سابقين ونواب سابقين وحاليين في "تيار المستقبل" وفي احزاب مسيحية يمينية اخرى, في محاولة لتغطية الموجة العارمة المطالبة بتسليم المتهمين الاربعة الى المحكمة الدولية, والمركزة على حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم انفسهما وعلى قياداتهما الامنية والسياسية".
وذكرت المعلومات البريطانية التي حصلت عليها "السياسة" في لندن من اوساط ديبلوماسية عملت في لبنان والاردن واسرائيل وسورية, ان "ادارة الاستخبارات العسكرية السورية بقيادة اللواء علي مملوك ونفوذ صهر بشار الاسد اللواء اصف شوكت الذي مازال فاعلا في تلك المؤسسة, احيت مجددا الدور الاجرامي الدموي لمدير الاستخبارات في لبنان حتى العام 2005 اللواء رستم غزالي, الذي يرأس فرع ريف دمشق حاليا المحاذي للحدود اللبنانية, للقيام بعمليات اغتيال جديدة بعد اعادة احياء عملائه على الساحة اللبنانية من ضباط سابقين في الجيش وفي الاستخبارات والامن العام وقوى الامن الداخلي, ورؤساء احزاب وتيارات محسوبة على نظام الاسد, في محاولة للفت الانظار عن المجازر المرتكبة في المدن والقرى السورية بعدما رفعت وسائل الاعلام السورية الرسمية وتيرة اتهامها تيار سعد الحريري بتهريب السلاح الى المتظاهرين وارسال "عصابات سلفية" لقتل الضباط والجنود السوريين".
وكشفت المعلومات النقاب عن ان بشار الاسد الذي استدعى في مطلع هذا العام مدير الامن العام اللبناني السابق جميل السيد بعد اطلاقه من سجنه طوال اربع سنوات لاتهامه بالضلوع في اغتيال الحريري وقادة لبنانيين آخرين "اعاد اليه اعتباره كاليد الطولى داخل لبنان للتصرف حسبما يراه مناسبا ضد قوى "14 آذار", وطلب منه اعادة تنشيط جماعاته الاستخبارية ووضعها في الاماكن المناسبة بعدما يتمكن "حزب الله" و"حركة امل" من السيطرة على الدولة كما فعلا واعادة توزيع عملائهما داخل المؤسسات الامنية والعسكرية والاستخبارية, بحيث يتمكن جميل السيد مجددا من تحريك مجموعاته السابقة داخل تلك الاجهزة والمباشرة بعمليات قمع ضد اعداء النظام السوري وحسن نصرالله على الساحة اللبنانية".
واشارت المعلومات الى ان اللوء مصطفى حمدان قائد لواء الحرس الجمهوري في عهد اميل لحود, والذي ترأس بعد خروجه من السجن الذي وضعته فيه لجان التحقيق الدولية لمدة اربع سنوات مع جميل السيد, تيار "المرابطون" الذي كان بقيادة ابن شقيقته ابراهيم قليلات "تسلم من الاستخبارات السورية مهمات امنية مماثلة لمهام السيد في الاراضي اللبنانية, وخصوصا في العاصمة بيروت بحيث يتمكن من توتير الاجواء فيها متى صدرت اليه الاوامر على اعتباره حصان طروادة سورياً - حزب الله من الطائفة السنية يمكن ان يكون داخل المناطق السنية في العاصمة وطرابلس وصيدا وبعض مدن وقرى البقاع, فيما اعتمد اللواء غزالي نجل مدير قوى الامن الداخلي السابق اللواء علي الحاج وهو احد الضباط الاربعة الذين اوقفوا 4 سنوات, كممثل لاستخباراته في بيروت, وهو ضابط في قوى الامن الداخلي كان اتهم قبل شهور باختطاف معارضين سوريين يقيمون في لبنان ونقلهم الى الذبح في دمشق".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك