كشفت صحيفة "السفير" ان بيروت قد شهدت في الايام القليلة الماضية، لقاء غير معلن جمع عددا من قيادات الحركات الاسلامية السنية والشيعية -اللبنانية والفلسطينية- وذلك في اطار مناسبة اجتماعية، لكن اللقاء تحول الى مناسبة لاجراء حوار حول مختلف التطورات والاوضاع في المنطقة العربية، خصوصاً الاحداث التي تجري في سوريا ومصر وغيرها من الدول العربية.
غاص المشاركون في اللقاء في اسباب بعض التباينات في المواقف حول هذه الاحداث واسباب عدم وجود موقف اسلامي موحد في ظل بروز خلافات بين بعض القوى الاسلامية التي تدعم التحركات الشعبية في سوريا وقوى اخرى لديها تحفظات حول هذه التحركات.
كما جرى النقاش حول بعض الاجواء التي يتم تسريبها عن "وجود صفقة اميركية مع حركة "الاخوان المسلمين" في المنطقة برعاية قطرية ـ تركية" والتي ستمهد لاستلام "«الاخوان المسلمين" الحكم في اكثر من بلد عربي مقابل محاصرة قوى المقاومة وسوريا وايران.
لكن قيادات اسلامية لها علاقة بالتنظيم الدولي لحركة "الاخوان" اكدت خلال اللقاء عدم صحة هذه المعطيات وان "الاخوان المسلمين" ليسوا في وارد عقد اية صفقة مع الادارة الاميركية وانهم لن يتخلوا عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين.
واوضحت هذه القيادات "ان ما جرى مؤخراً في مصر استنكاراً للاعتداءات الاسرائيلية على غزة وعلى الجنود المصريين في سيناء يؤكد صحة الموقف الشعبي المصري من الكيان الصهيوني."
اما على الصعيد السوري، فاوضحت القيادات الاسلامية "ان المطلوب اجراء اصلاح سياسي حقيقي من دون ان يعني ذلك تغيير خريطة المنطقة او اقامة تحالفات جديدة وان على النظام التجاوب مع مطالب المعارضة والذهاب الى حوار حقيقي مع هذه القوى الأمر الذي يقطع الطريق على اية مشاكل مستقبلية والتخوف من احداث مذهبية او حروب اهلية، قبل ان نصل الى نقطة اللاعودة".
وجرى الاتفاق خلال اللقاء على استمرار التواصل بين مختلف القوى والحركات الاسلامية لبحث كافة النقاط وازالة الاسباب التي تؤدي الى بروز خلافات بينها.
من جهة اخرى علم ان المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية بدأوا بتوجيه الدعوات الى عدد كبير من قيادات الحركات الاسلامية والمرجعيات الدينية في الدول العربيـة من اجل عقد مؤتمر اسلامي في منتصف شهر ايلول المقبل وذلك لبحث كافة الاوضاع في المنطقة وكيفية تعزيز الوحدة الاسلامية.
وثمة اشارات من العاصمة الايرانية، تدل على بوادر لغة جديدة في الخطاب الايراني تجاه التحركات الشعبية في سوريا من خلال تأكيد المسؤولين الايرانيين على حق الشعوب بالاصلاح وضرورة التجاوب مع المطالب الشعبية وهذا ما تمت الاشارة اليه قبل يومين خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك