زاسبيكين لـ ”اللواء”: لم نطرح مصير الأسد مع الأميركيّين وجنيف-2 يؤثِّر إيجاباً على لبنان
08 Nov 201304:54 AM
زاسبيكين لـ ”اللواء”: لم نطرح مصير الأسد مع الأميركيّين وجنيف-2 يؤثِّر إيجاباً على لبنان

لقاء بلا موعد.

وحديث كاد يتحوَّل إلى لقاء صحفي موسّع، بعد أن شاهد بعض الزملاء، سفير الإتحاد الروسي في بيروت، الذي يُجيد العربية، ويُجيد البروتوكول، ويُحسن الظن بالإعلام والصحفيين، ألكسندر زاسبيكين، يأخذ ويعطي معنا، على هامش مناسبة اجتماعية، كان مشاركاً فيها إلى جانب سفراء الدول الصديقة والشقيقة.

لعلّ المناسبة، لم تكن هي المغرية وليس المقبلات التي حضرت في حفل الكوكتيل، بل ما أسال لُعاب السفير، هو زحمة الأحداث المتصلة بالحرب الدائرة في سوريا، والدور المركزي الذي تلعبه بلاده، في إعادة التوازن للمشهد الدولي – الإقليمي، من دون العودة إلى «الحرب الباردة» الممجوجة في أدبيات الدبلوماسية الروسية، التي تُدير اللعبة الجديدة في عالم متعدّد الأقطاب.

لم تُرهب الأسئلة التي أخذت السفير على حين غرّة، لأن الكلام جاء بلا ميعاد، بل صيدة صحافيين يبحثون عن الخبر ومشتقاته، ولو في المناسبات أو على هامشها.

تحدث السفير بإسهاب، وكأنه في لقاء معدّ سلفاً عن سوريا، وطهران، وموسكو، وواشنطن، والخطف والخاطفين، والوضع في لبنان، فماذا قال لـ«اللواء»؟

بداية السفير الروسي عبّر عن أسفه لتعذّر الاتفاق بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية على انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري، عازياً الأسباب الى عدم تمكّن المعارضة السورية من الاتفاق على وفد موحّد يمثّلها أو يمثّل معظم أطيافها إلى المؤتمر المذكور.

وأعرب عن أمله في أن توافق الولايات المتحدة الأميركية عبر الاتصالات الجارية حالياً مع حكومته على موعد قريب لمؤتمر جنيف2 تتمثّل فيه المعارضة بمن حضر وبالأحرى بمن يوافق على الدخول في مفاوضات مع النظام السوري للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.

واعتبر السفير الروسي أن فتح باب المفاوضات بين المعارضة والنظام من خلال انعقاد جنيف2 من شأنه أن يخلق مناخاً إيجابياً للدخول في إيجاد حل للأزمة.

السفير الروسي استبعد أن يتوصل الطرفان في مؤتمر جنيف2 إلى اتفاق نهائي أو شبه اتفاق نظراً لتعقيدات الأزمة وتداخلها الإقليمي والدولي، لكنه حسب رأيه يفتح الباب أمام الفريقان المتصارعان للبحث في حلول سلمية للأزمة القائمة، الأمر الذي يحتاج في نظر السفير الروسي إلى عدة مؤتمرات على غرار مؤتمر جنيف2.

وعن ارتدادات الأزمة السورية على لبنان والتأثيرات السلبية على الوضع الداخلي لتعثّر مؤتمر جنيف2، اعتبر السفير الروسي أن هذا التعثّر ينعكس سلباً على الوضع اللبناني الداخلي وعلى الاتصالات الجارية بين الأطراف اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة، وأعرب عن أمله في حصول تقدّم ملموس على صعيد انعقاد جنيف2 لما له من تأثير إيجابي على الوضع في المنطقة بصورة عامة، وعلى الوضع اللبناني الداخلي بصورة خاصة.

وعما إذا كان قد حصل اتفاق بين الروس والولايات المتحدة الأميركية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، أكد السفير الروسي أن طرح هذا الأمر مرفوض من الجانب الروسي خصوصاً وأن اتفاقات جنيف2 لم تنص على مصير الرئيس بشار الأسد وإنما تناولت موضوع إنشاء هيئة سورية بصلاحيات كاملة، وهذه الهيئة لا تعني من وجهة النظر الروسية قيام حكومة ذات صلاحيات كاملة كما تريدها الولايات المتحدة الأميركية وتحاول إقناع الحكومة الروسية بها.

السفير زاسبيكين يرى أن الحوار الأميركي – الإيراني بشأن الملف النووي معقّد ولا يمكن أن نحكم منذ الآن على التقارب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على أنه أنجز تفاهماً بين دولة عظمى إقليمية لها مصالحها ونظرتها إلى منطقة الشرق الأوسط وبين دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية لها نظرة مختلفة إلى المنطقة وإلى الدور الإيراني وإلى مصالحها هي.

السفير الروسي قال إن المفاوضات حول الملف النووي ما زالت في بداياتها ومن السابق لأوانه إطلاق الأحكام في شأن التقارب الإيراني – الأميركي وانعكاساته على الوضع في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.

أما عن العودة إلى سياسة القطبين التي سادت العالم في زمن الاتحاد السوفياتي قال السفير الروسي إن بلاده لا تطمح للقطبية وما يهمها أن يكون هناك تعددية قطبية تحكم العالم بدلاً من القطبية أو القطبين التي حكمت العالم من خلال الحرب الباردة في زمن الاتحاد السوفياتي، وجدّد التأكيد على رفض بلاده العودة إلى هذه السياسة.

وأخيراً أكد اهتمام حكومته بالمطرانين المخطوفين في سوريا ومتابعتها الدؤوبة مع الحكومة السورية للإفراج عنهما سالمين، كما أكد اهتمام بلاده بوضع المسيحيين السوريين والتواصل مع الحكومة السورية للحفاظ على وجودهم في هذه المنطقة التي عاشت على مدى سنين طويلة التعددية ولم يحدث أن حصل فيها أي اضطهاد على أساس طائفي أو مذهبي.