رأى النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس في خلال حديث لصحيفة "النهار" "ان الاوضاع القائمة في المنطقة تتطلب من الجميع التخلي عن الانانيات الضيقة والنظر بانفتاح كلي وشمولية بهدف تدارك التداعيات الكبيرة التي قد ترتبها التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة وما قد تتركه من تأثيرات سلبية على مجمل الاوضاع في هذه المنطقة، ولا سيما على لبنان". وشدد على "ان هذا الوضع يتطلب من المسؤولين اللبنانيين جميعا الوعي الكامل لتدارك الامور ولتحصين لبنان"، مؤيدا في هذا السياق دعوة الرئيس ميشال سليمان الى الحوار وأوضح: "ان الحوار مطلوب في كل وقت وما من سبيل آخر امام اللبنانيين غير الحوار الذي عبره فقط يمكن لنا جميعا ان نتواصل ونسعى الى حل كل المشكلات العالقة، سياسية كانت أو اقتصادية، سيما ان الكل يعلم ويدرك مدى التردي الذي اصاب الوضع المعيشي، في ظل هذا التأزم الحاصل نتيجة انعدام لغة الحوار وارتفاع سقف التخاطب السياسي وبلوغه مستويات لم نشهدها من قبل في شكل بات يتهدد إجماعنا على العيش المشترك وعلى بناء لبنان الجديد العصري والحضاري والذي يلبي طموحات اللبنانيين جميعا من دون تفرقة او تمييز ما بين مكونات هذا البلد الرسالة على قول البابا يوحنا بولس الثاني".
ولفت فارس جميع القوى السياسية الى انه "لا مفر لها من استئناف الحوار، باعتباره الحاضنة العملية والمختبر الحقيقي لعصارة كل الافكار التي يجب ان تتفاعل في ما بينها"، وقال: "ان غياب الحوار من شأنه اطلاق العنان لكل أشكال الشحن الطائفي والمذهبي الذي سيكون لبنان، الدولة، الخاسر الاكبر فيه". وأضاف: "ان الاختلاف في الرأي شأن طبيعي لكن ذلك لا يبرر اطلاقا حال الطلاق القائمة بين الفرقاء السياسيين، ما اعطى صورة وكأن البلد متروك لقدره". وحض فارس الجميع "على العمل وبذل جهود مضاعفة لتأمين شبكة امان تحمي هذا البلد وناسه من الرياح السياسية العاتية التي تهب على المنطقة".
واذ شدد فارس على ضرورة اقرار قانون انتخابي جديد قال: "نريد قانونا لتأمين التمثيل الشعبي الصحيح، لكن هل إن الأجواء السياسية التي نمر فيها تسمح ببدء حوار مفتوح للوصول الى تفاهم، بعيداً من المهاترات وتسجيل المواقف؟ وتبعا لذلك فان أي قانون، مهما كان عادلاً ومتوازناً، في ظل هذه الأجواء الملبدة والمشحونة سيؤدي حتماً الى تعميق الهوة بين اللبنانيين والى مزيد من الانقسام الحاد". معتبرا ان "الاولوية اليوم، يجب أن تكون، لمصلحة اطلاق عجلة الحوار وخلق المناخات الصحية الملائمة تمهيدا لمناقشة هادئة لاقرار قانون انتخاب عصري وحديث يلبي طموحات الشعب اللبناني بتمثيل حقيقي لهم في الندوة البرلمانية".
ورأى فارس "ان لبنان كان ويجب أن يبقى مساحة تلاق وانفتاح وتعزيز ثقافة قبول الآخر ونبذ العنف والتطرف وتقديم المصلحة الوطنية العامة على اي مصلحة اخرى بما يوفر الحصانة الداخلية التي هي السلاح الأقوى في وأد الفتنة. وعلينا ان نتساعد جميعا كي نثبت قدرتنا على درء المخاطر وجمع كلمتنا، لان الخارج ايا كان هذا الخارج، لا يستطيع مساعدتنا اذا كنا نحن غير قادرين على مساعدة انفسنا".
وختم فارس بانه، "وان ابتعد عن العمل السياسي، لم ولن يترك لبنان وهو على تواصل دائم مع الجميع مسخرا كل امكاناته وعلاقاته في كل ما هو مفيد لجمع كلمة اللبنانيين واعلاء شأن هذا البلد العظيم بناسه وبتاريخه". وأكد "اننا فخورون بانتمائنا جميعا الى هذا البلد الذي له علينا حق العمل وعدم اليأس والسعي الدائم الى بذل كل الممكن لحفظه وصونه وطنا حرا سيدا معافى، فبتضافر جهود الجميع نحن قادرون على تحقيق الانجازات الكبيرة التي يستحقها وطننا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك