وكأنه كابوس ألمّ بالقوة العظمى في العالم، فمن أزمة الديون التي تغرق فيها يوما بعد يوم من دون أمل ولو ضئيل بالنجاة، ها هي الولايات المتحدة تغرق من جديد ولكن هذه المرة في إعصار مدمّر أطلق عليه إسم "إيرين" ضرب سواحل ولاية كارولاينا الشمالية متسببا بمقل شخصين حتى غعداد هذا التقرير إضافة إلى فيضانات مصحوبة بعواصف ادت لسقوط اشجار واعمدة كهرباء بينما يتجه شمالا في طريقه الى مدن اميركية رئيسية.
وأوضح توم ماتر الموظف في مركز التعامل مع الكوارث بكارولاينا الشمالية لفرانس برس ان رجلا توفي نتيجة سكتة قلبية اثناء قيامه بتغطية نوافذه بالالواح الخشبية تحسبا من الاعصار، بينما ارتطمت سيارة اخرى بشجرة ما اسفر عن مصرع سائقها، فيما نقلت محطة تلفزيون "ورال-تي في" المحلية عن مسؤول شرطة مقاطعة ناش الريفية ان رجلا اخر قتل في المقاطعة بعد سقوط جذع شجرة عليه بينما كان يطعم مواشيه.
واجتاحت الامواج شواطئ جزر كارولاينا الشمالية حيث اطاحت بالارصفة التي تمتد من الشاطئ واغرقت منازل المصطافين، فيما اغلق الهطول الكثيف للامطار والرياح العاتية الطرق الرئيسية والمطارات وترك 300 الف شخص من دون كهرباء في المناطق الشرقية من الولاية.
وصدرت الاوامر لمئات الالاف باخلاء اماكن تواجدهم في المناطق المنخفضة من كارولاينا الشمالية وحتى نيويورك، وكرر المسؤولون تحذيراتهم من خطورة الاعصار وضرورة اتباع اوامر الاخلاء.
وفي تلك الاثناء، تابع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي قطع اجازته، بنفسه جهود ادارته في التعامل مع الاعصار، حيث التقى كبار مسؤولية وزار مركزا لادارة الكارثة.
ويتعرض الشريط الساحلي الشرقي حيث الكثافة السكانية مرتفعة، وحيث يعيش اكثر من 65 مليون نسمة، لخطر الفيضانات والرياح العاتية ومن ثم انقطاع الكهرباء فضلا عن الدمار الذي قدر خبراء تكلفته المحتملة باثني عشر مليار دولار.
ورغم ان شدة الاعصار ضعفت، الا ان الاعصار "ايرين" يتوقع "ان يظل قرب الدرجة الاعصارية مع تحركه فوق ولايات وسط الساحل الاطلسي واتجاها الى منطقة نيوانكلند"، حسبما صرح المركز الوطني للاعاصير الذي يتخذ من ميامي مقرا له.
وفي كارولاينا الشمالية صرحت بيف بيردو حاكمة الولاية ان الاعصار ادى لاغلاق عشر طرق رئيسة والحق اضرارا بمحطتين لمعالجة مياه الصرف مشيرة الى ان تقدير الخسائر والاضرار ما زال أوليا. واعلنت شركة محلية للكهرباء انقطاع التيار عن 300 الف شخص.
من جانبها حثت جانيت نابوليتانو وزيرة الامن الداخلي سكان تلك المناطق على التزام أوامر الاخلاء محذرة اياهم من "سرعة انقضاء فرصة الاستعداد قبل العاصفة".
وقد صرح المركز الوطني للاعاصير ان الاعصار ايرين سيظل على الارجح على درجة اعصار مع مروره في او قرب منطقة وسط المحيط الاطلسي ليل السبت الاحد.
وفي واشنطن الى الشمال من كيل ديفيل هيلز، تقاطر السكان الى المحال التجارية لشراء الامدادات اللازمة حيث خلت الرفوف من زجاجات المياه والبطاريات، في وقت أعلن الجيش الاميركي أن 101 الف جندي من الحرس الوطني مستعدون للانتشار في حال تطلب الامر ذلك.
ويندر تعرض المناطق الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة للاعاصير، اذ يعود آخر إعصار كبير يضرب نيويورك، الاعصار غلوريا، الى العام 1985.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك