وكالات
مقدمة نشرة أخبار "MTV"
تعود الدولة غدا من عطلة عيد الفطر، لتواجه الملفين الساخنين نفسهما: مسألة تمويل المحكمة الدولية، وملف إصلاح قطاع الكهرباء. والجامع المشترك بين الملفين الخلافيين، هو أنهما يشطران الحكومة نصفين لا يلتقيان. فالرئيس ميقاتي الملتزم تمويل المحكمة يعرف جيدا أنه سيصطدم بقوة بحليفه اللدود في الحكومة، "حزب الله" الذي يرفض تمويلها بما هي آلة اميريكية - اسرائيلية للقضاء على المقاومة. وقد تحدث النائب محمد رعد اليوم عن أن "حزب الله" جاهز لقطع أي يد تمتد من الخارج لطعن المقاومة في الظهر، وجاءه دعم ثمين من الرئيس بري الذي أعلنت أوساطه أن لا تمويل للمحكمة، فرئيس المجلس طالما اعتبرها غير دستورية.
أما في ملف الكهرباء فتبين من رفض مصادر ميقاتي و"التيار الوطني الحر" سيناريوهات الحل التي وضعت في التداول أمس، أن المعركة في بداياتها وكأن اللجنة الوزارية التي ستجتمع الإثنين لدرس ملف الكهرباء ستبدأ بحثها من الصفر. وللصدفة يأتي كلام للنائب رعد من فوق يقول فيه: "ملف الكهرباء سيمشي، تستطيعون الإرباك - من دون تحديده الجهة المتهمة - ولكن لا تستطيعون إيقاف مسيرة الحياة".
وفي محاولة واضحة من الأكثرية لنقل المعركة من عقر دارها الحكومي إلى ملاعب المعارضة، أستعيد اليوم وبقوة الخطاب الهجومي التقليدي على المعارضة، من خلال اتهامها بالتآمر على المقاومة وعلى لبنان لمصلحة دول الغرب واسرائيل. وطالما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد أثار تثبيت الحكم على العميد المتقاعد فايز كرم بالتعامل مع اسرائيل موجة احتجاج في "التيار الوطني الحر" الذي صب نوابه غضبهم على المحكمة العسكرية وعلى فرع المعلومات متوعدين برفع الظلم عن كرم من خلال تمييز الحكم.
وكان احتضان كرم من قبل سبعة وعشرين نائبا وعشرة وزراء من تكتل التغيير إضافة إلى صمت "حزب الله" المتفهم، أثار عتب مئات العائلات التي رمي أبناؤها في السجون أو اضطروا إلى العيش في الخارج قسرا، لا لشيء إلا لأن ظروفا قاهرة ألزمتهم التعاطي مع واقع الإحتلال الإسرائيلي الذي سيطر على مناطقهم. وقد سألوا عبر ال "إم.تي.في": أليس لنا رب يحمينا، أو دولة ترعانا، أو تكتل يستميت في الدفاع عنا؟ مضيفين بأن مشهد الأمس في المحكمة العسكرية أدمى قلوبنا. وقد طالبوا بأحكام مخففة أسوة بحكم كرم, أو تمييزا يؤدي إلى تبرئة أبنائهم، ومعظمهم بريء، ما يسمح لهؤلاء بالعودة إلى لبنان، وقد كبر أطفالهم في اسرائيل أو في صقيع المغتربات.
نبقى في العدالة والحق، وكي لا ننسى، نذكر اللبنانيين وكل المناضلين من أجل حرية لبنان ولتبقى حرية الكلمة مصانة فيه، انه وفي مثل هذا اليوم منذ تسع سنوات قام قاض جائر وبإسم سلطة جائرة بإقفال محطة ال "ام.تي.في" لا لشيء إلا لأنها كانت تبشر بالحرية والسيادة والإستقلال.
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
يحفل الأسبوع الطالع بسلسلة محطات لعل أبرزها محطة الأربعاء الكهربائية، وهو ملف أشبع نقاشا ومداولات وسط توقعات بالتوصل إلى خواتيم سعيدة في ما يتعلق بالمرحلة التنفيذية، بحسب ما عبر اليوم الوزير بو فاعور انطلاقا من تأكيد مرجعية الدولة الحاسمة في إدارة هذه الخطة والعودة إلى مجلس الوزراء في أي خطوات مستقبلية.
ثانيا، وقبل موعد الجلسة، ملف آخر يتوقع ان يأخذ حيزا من النقاش ويتمثل بحسم النقاش بشأن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. وبالإنتظار أحدث الحكم بحق العميد المتقاعد فايز كرم في جرم التواصل مع إسرائيل وعملائها، والذي قضى بسجنه مدة ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، وتم خفضه إلى سنتين مع الأشغال الشاقة، أثار سلسلة ردود أفعال لجهة رفضه من الناحية العدلية والتقنية ومن الناحية السياسية كون الحكم صدر بحيثيات خالية من تسجيلات صوتية قال فرع المعلومات، انه أتلفها بعد خمسة عشر يوما من تسجيلها لمقتضيات واعتبارات لديه، وهو ما أشار إليه النائب المحامي ابراهيم كنعان، واصفا الحكم بمهزلة.
هذا في لبنان، أما في تطورات المنطقة فثوار ليبيا يستعدون لدخول مدينة بني وليد أحد معاقل الزعيم الليبى المخلوع معمر القذافي، في وقت المتحدث باسم جيش الثوار يؤكد السعي للمفاوضات في بن وليد وسرت من أجل حقن الدماء، أما رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج فيقول إن الثوار حددوا مكان وجود معمر القذافي.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "NBN "
غدا ينطلق الأسبوع الكهربائي باستحقاقه - والحاسم لقراره قبل جلسة مجلس الوزراء المقررة الاربعاء المقبل للبت في ملف الكهرباء، واذا كان الاجتماع الوزاري الذي ستشهده السرايا الحكومية غدا والمخصص لاستكمال النقاش في هذا الملف، هو المحطة المعلنة لاستئناف التواصل بين أفرقاء الحكومة فإن الاتصالات والاجتماعات البعيدة عن الأضواء لن تتوقف، وهي بحسب ما أكدت مصادر وزارية لل "ان بي ان" ستشهد زخما ملحوظا خلال الساعات المقبلة مع عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وانقضاء عطلة الاعياد، مرجحة أن يصار إلى اجتراح الحل وتأمين التوافق حوله قبل جلسة الأربعاء على مبدأ ان الجميع ابدى نواياه لضرورة الانتهاء من هذا الملف واخراج الحكومة من دائرة المراوحة حتى تستكمل عملها.
وقد رصدت في هذا الاطار تصريحات ذات مدلولات أبرزها للنائب وليد جنبلاط، من عيار ان الخلاف على خطة الكهرباء تقني وليس سياسيا، واننا اتفقنا على مقاربة تقنية ومالية سنقدمها بالاشتراك مع نواب "حزب الله"، من دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل. وفي الوقت نفسه كان كلام ل"حزب الله" ورد على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وفيه ان مشروع الكهرباء سيمشي ولا تصدع في الصف الحكومي.
ولادة الحل الكهربائي ستتزامن مع انجاز أمني يتمثل بولادة مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي المنتظر خلال أيام، بعد أن يصبح ممهورا بتوقيع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير المال، بعد ان وقعه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، كي يصبح مرسوما نافذا وجاهزا للنشر في الجريدة الرسمية. وقد أكد الوزير شربل لل "ان بي ان" ان مجلس القيادة ينال موافقة كل الاطراف حيث لم يبد أحد اعتراضه عليه وهو سيباشر عمله في فترة أقصاها عشرة أيام.
وفي الانتظار تظل العين على سوريا حيث ارتكبت الجماعات المسلحة اعتداء جديدا بالتزامن مع تراجع وتيرة التظاهرات المعارضة للنظام ومع ارتفاع وتيرة الضغوطات الخارجية عليه. الاعتداء تمثل بكمين مسلح مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص بينهم عسكريون وجرح 17 آخرين، وجاء هذا الإعتداء متزامنا مع إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن موافقة دمشق على استقباله ربما الاسبوع المقبل، وهو اعلان لم يصدر أي تأكيد رسمي له في العاصمة السورية. كما استدعى الاهتمام اليوم الاعلان عن زيارة لدمشق يقوم بها وفد من المعارضة التركية برئاسة نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فاروق لوغ اوغلو الذي طالما كانت لحزبه انتقادات لطريقة تعاطي حكومة رجب طيب اردوغان بالملف السوري.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
على مشارف حدود الصبر وصلت تجاوزات 14 آذار وامتهانها التضليل مع سبق الإصرار، بحق المقاومة وشهدائها تارة، والمقاومة والجيش اللبناني معا تارة أخرى، ومقابل خروج هؤلاء على اللياقات وتطاولهم على الرموز، أعلن "حزب الله" اليوم أن سقف هذا الإعتداء المستمر قد حدد، وأن على من فقدوا الوعي وأصابهم الجنون بعد خروجهم من السلطة، أن يعوا حقيقة واحدة: المقاومة صابرة طالما أنها قادرة على المحافظة على وحدة البلد، ولكن دون ذلك، يعني أنها ستقطع يد التخريب التي ستمتد الى الداخل.
وأيضا دعوة حكيمة من "حزب الله" ومن حزب المقاومة، إلى فهم المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق اللبنانيين، جميع اللبنانيين، من أجل نقل وطنهم إلى موقع أرقى من ذلك الذي وضعه فيه من باع البلد بالأمس، وهو اليوم يهذي ويسدد في خطابه المفلس، مراهنا على ثغرة في الحكومة، رهانا سيكون خاسرا أمام إصرارها على تحمل المسؤولية في التصدي لكل التحديات.
واليوم تقف الحكومة نفسها أمام أسبوع حافل يتوسطه السابع من أيلول وجلسته الكهربائية، وهي الجلسة التي أصبحت مسبوقة بمزيد من التأكيد على تبني خطة الوزير جبران باسيل، مع الإتفاق على نقاش آلية بأربعة بنود كشفت عنها "المنار" سابقا، ويتصدرها وضع إجازة الصرف بيد الحكومة، وإنشاء هيئة ناظمة للكهرباء، وإذا خرجت الجلسة الموعودة بالحلول المطلوبة كهربائيا، أو أنها وضعت خارطة طريق لها، فإن الحكومة ستكون أمام تحقيق إنجاز يسجل لها، بمقدار ما يفتح امامها ابوابا على معالجة ملفات عالقة من التركة الثقيلة التي يحاضر البعض بطهارة يديه منها كما يحاضر أكثرهم إجراما بالعدالة.
* مقدمة نشرة أخبار "OTV"
وجهت سوريا خلال الساعات الماضية رسائل ايجابية عدة، تمثل أولها بابلاغ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي استعدادها لاستقباله في بحر الأسبوع المقبل، مع الإشارة إلى ان العربي كان كلف في ختام اجتماع وزراء الخارجة العرب بنقل مبادرة بخصوص الأزمة في سوريا. أما ثاني الرسائل الايجابية فتمثلت باستقبال وزير الخارجية وليد المعلم لرئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي الذي يحمل طلبا لزيارة المعتقلين.
وفيما تتحدث دمشق عن نصب كمائن مسلحة ضد الجيش أسفرت عن مقتل 6 عسكريين بينهم ضابط، سجلت مواجهات بين الجيش التركي ومتمردين أكراد أدت إلى مقتل جنديين وعدد من المتمردين.
في هذا الوقت، أعلنت إيران عن وصل أول محطة نووية في بوشهر بالشبكة الكهربائية، هذه المحطة التي ساهمة روسيا في بنائها، وضعت تحت رقابة تقنيين روس على أساس انها لا تشكل تهديدا عسكريا، وهو المخرج الذي تبنته ألمانيا في مجال التسوية.
أما في لبنان، فإن الاسبوع الطالع يؤشر إلى قرب هبوب عاصفة سياسية على خلفية مشروع إصلاح الكهرباء، لاسيما ان تكتل "التغيير والاصلاح" يرفض تجزئة مشروعه بهدف اقفال باب المساومات والصفقات، وهو يصر على التعامل معه كوحدة كاملة متكاملة. وحتى الآن لا تبدو الأجواء مشجعة على هذا الصعيد، على رغم كل ما يجري تسويقه في وسائل الاعلام، ما يعني ان جسلة السابع من أيلول مرشحة لأن تشهد موقفا حاسما لوزراء "التيار الوطني الحر"، تجري دراسته بعناية وسط وجود خيارات عدة في هذا الشأن.
وقد عزز الحكم الصادر بحق العميد فايز كرم الشكوك حول وجود نوايا لفتح أبواب جانبية للمساومات، لاسيما بعدما غابت الأدلة التي من المفترض أن تشكل أرضية الأحكام القضائية كما هو مفترض، ليطرح السؤال حول ارتباط الحكم بحماية فرع المعلومات والحرص على عدم فتح ملفاته.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "LBC"
أسبوع فاصل في أكثر من ملف لبنانيا وعربيا: على المستوى اللبناني، بين الغد والأربعاء سيتحدد مسار ملف الكهرباء، ففي وقت يعود فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذه الليلة من باريس، يفترض أن يشهد السراي الحكومي غدا اجتماعا وزاريا تحضيرا لجلسة الأربعاء التي تنعقد في ظل حدين: حد ما طرحه العماد ميشال عون من أن خطة الكهرباء متكاملة ولا تجزئة فيها، وحد ما يطرحه الآخرون من وجوب التجزئة وتحويلها إلى مجلس النواب.
وفي هذا الإطار تتجه الأنظار إلى ما سيقوله العماد عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" بعد غد الثلثاء، والذي يأتي عشية جلسة مجلس الوزراء، كما ان الترقب سيكون لردة فعله على الحكم الذي صدر بحق العميد فايز كرم.
عربيا، يتوقع أن يكون الأسبوع الطالع حاسما في ليبيا بعدما أوردت وكالات الانباء العالمية أن رئيس المجلس العسكري أعلن أنه تم تحديد مكان العقيد القذافي.
في التطورات السورية، وفي ظل سقوط المزيد من القتلى، أعلن رسميا أن الامين العام للجامعة العربية سيزور دمشق هذا الاسبوع، في وقت أعلنت الدول الناشئة الخمس، التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، أنها تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا.
القاهرة لها جزء من الضوء أيضا حيث تعاود غدا محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك أمام محكمة جنابات القاهرة.
* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"
فايز كرم القيادي البارز في التيار العوني والعميد المتقاعد عميلا ل"الموساد" الاسرائيلي، هذا ما حكمت به المحكمة العسكرية ليل أمس متجاوزة الضغوط الهائلة التي مورست عليها لتبرئة كرم، ولينجح القضاء في تكريس محاكمة العملاء مهما علا شأنهم وإلى اي موقع قيادي وصلوا، حتى ولو كانوا يتمتعون بتغطية سياسية من ميشال عون و"حزب الله".
العماد ميشال عون يريد محكمة تصدر الأحكام التي يخطها ويريدها محكمة تبرىء المتهمين بالتعامل مع العدو الاسرائيلي، محكمة تكون وظيفتها في خدمة خطه السياسي وما يناسب تياره، محكمة تشكل سابقة لتبرئة عملاء وتفتح الأبواب لاعطاء صك براءة لعملاء آخرين. حملة عون بالدفاع عن فايز كرم قبل أن يقول القضاء كلمة الفصل، قد تكون مبررة إذا ما ذهبنا الى افتراض ان شخصا في مستوى فايز كرم وما يتمتع به من العلاقات الخاصة والمميزة مع العماد عون بشهادة الجميع، تؤدي إلى طرح أسئلة تساؤلات كبرى، فهل هذا الرجل يمكن ان يقدم على فتح خطوط مع العدو دون علم قيادته السياسية؟ وهل يمكن ان يتواصل السيد كرم مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" دون علم ميشال عون شخصيا، ام ان الظرف السياسي الذي وضع به عون كرم هو من خلق التربة الصالحة لفتح الباب مع العدو قبل ان ينتهج عون خطا سياسيا مغايرا؟ أليس فايز كرم من أعلن انه من أبلغ عون في أحد الأيام في حرب تموز عن علاقته مع ضابط في الاستخبارات الاسرائيلية اصبح مسؤولا في لندن، وسأله ان يعرض عليه أن يكون الوسيط بين الاسرائيليين و"حزب الله" لإنهاء الحرب قبل ان تؤكد "ويكيليكس" زيارة عون إلى بلجيكا التي جاءت في هذا السياق؟ أسئلة كثيرة برسم عون وحليفه "حزب الله" الذي التزم الصمت وصب جام غضبه على المعارضة بعدما ملأ شاشات التلفزة والاذاعات وصفحات الجرائد والمجلات بمحاضراته عن العملاء ووجوب استئصالهم وانزال اشد العقوبات بحقهم والبيئات الحاضنة لهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر. صمت "حزب اللح" فضحته مصادر مطلعة كشفت ل"أخبار المستقبل" عن وعود أعطيت لعون لتمرير ملف اعطاء صهره مليار و200 مليون دولار في مجلس الوزراء منتصف الأسبوع الطالع مقابل القبول بهضم قرار الحكم المخفف على فايز كرم بالعمالة.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
قالت دمشق كلمتها وحسمت أمرها، طبعت تأشيرة الدخول ل"العربي"، وسمحت له بأن يهيء جواز سفره الأسبوع المقبل لتستقبله ومبادرته لحل الأزمة. هي زيارة بلا ضمانات. وعلى قاعدة "ما على الرسول إلا البلاغ" سيأتي الامين العام لجامعة الدول العربية ناقلا القلق العربي ومستمعا الى ما سيقوله المسؤولون السوريون. وفي المعلوم عما سينقله أن المطالب لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي الداعية إلى وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء إجراءات الإصلاح السياسي.
وفي المؤتمر الصحافي الذي زف فيه خبر الزيارة، ترحيب من العربي بالموقف التركي الذي يعد ملفا قانونيا لملاحقة إسرائيل أمام الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي ومقاضاتها على حصار قطاع غزة. غاب عن بال العربي أن الترحيب وحده لا يكفي في معالجة جريمة ترتكبها إسرائيل على مرأى العالم وخصوصا الدول العربية بحق القطاع المحاصر، وفتح الباب واسعا على عدم تجرؤ أي رئيس عربي حتى على التفكير في مقاضاة إسرائيل، وهي جرأة محكومة بالخوف على مصائرهم، لكون استمراريتهم مرتبطة بمدى رضى الإسرائيلي عليهم. حتى وزير الخارجية المصري أدار الأذن الصماء عن مطالبة المصريين بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، مبررا عدم إقدامه على هذه الخطوة بضرورة إبقاء خطوط التواصل مع كيان العدو، وهو العدو نفسه الذي كان أطل نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام من خلال إعلامه ليطالب بتدخل أجنبي في سوريا.
خدام المتنقل من خانة الرفيق البعثي إلى خانة الحليف لإسرائيل، كان عنوانا من أبرز عناوين الفساد والاستئثار بالسلطة وقمع الحريات، ويأتي اليوم ليحاضر في العفة ويغسل يديه مما أجرمت يوم كان ضميرا مستترا حينا وبارزا أحيانا في قيادة النظام.
ومثلما سقط القناع عن وجه خدام سقط القناع نفسه عن العلاقة الوثيقة بين نظام القذافي والاستخبارات الإنكليزية والأميركية، بوثائق أفرج عنها سقوط مركز الاستخبارات الليبية، وهذه الوثائق تثبت التنسيق المشترك بين الثلاثي الليبي والأميركي والبريطاني في ملاحقة المعارضين الليبيين واضطهادهم وشل حركتهم.
لبنانيا فإن طالع الأسبوع سيقرأ من نهايته، ومن الحكم على كرم تدفق الكرم في المواقف. حكم فتح شهية المعارضة على اتهام "حزب الله" وحليفه "الوطني الحر" بأنهما البيئة الحاضنة للعملاء، في مقابل استبسال أولياء الأمر في اعتبار الحكم باطلا، لكونه جاء من تحقيق ومحققين غير معترف بشرعيتهم. وما بين الهجوم والدفاع على خط المحكمة العسكرية، والتشنج الذي أرساه الحكم القضائي، لقاء بعيد عن الأضواء يشهده الليلة منزل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، كان مقررا أن يكون إفطارا على مائدة الرحمن وتحول الى عشاء يجمع على مائدته وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة جنبلاط ومشاركة وزرائه ونوابه وآخر من "حزب الله".