رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان "مناقشة ملف الكهرباء بدأت في المجلس النيابي لمشروع مقدم من رؤساء احد الكتل وما ان بدأت المناقشة حتى تفجرت الامور ولا يمكن تصور ماذا سيجري بالضبط لكني اشك ان يؤدي ذلك الى اسقاط الحكومة لان القرار الذي ادى لتشكيلها لم يأت بعد لاسقاطها".
قال جعجع في حديث الى برنامج "بموضوعية": "ما يجري على مستوى الكهرباء عجيب غريب لان بعض التصرفات فيه غريبة عجيبة، ففي تاريخ المجلس النيابي لم يتم تقديم مشروع قانون يتضمن صرف مليار و200 مليون دولار واي مشاريع قوانين بميزانية عالية تأتي من الحكومة".
اضاف:" لا احد يطرح جدلا بيزنطيا لكن الامور تحتاج الى سبيل منطقي ولا يمكن سلوك طرق اخرى تدعو للشكوك، ولا يجب الابتزاز اما تعطونا مليار و200 مليون دولار والا لا كهرباء، هناك اطار عام لحل مشكلة الكهرباء وضعت في الحكومة السابقة على باسيل اعتماده ووضع تصور كامل للمشروع وتجري الامور بصورة طبيعية وعندها يقول الوزير ان الامر لا يحتاج للانتظار ويقر داخل الحكومة ثم ينقل الى البرلمان".
تابع:" الملف كما هو مطروح "غير طبيعي" على الاقل بالشكل اذ لا احد مستعد ان يوافق على صرف مليار ومئتي مليون دولار بورقتين، والامور لا تتم بهذه البساطة، القانون 462 يتضمن الهيئة الناظمة للكهرباء فاما يتم تغييره او التصرف على اساسه وتشكيل الهيئة فلنبدأ بالهيئة الآن بما انها تحتاج لسنة، الامور تجري وكأن "اعطوني مليار و200 دولار والا خذوا الكهرباء من السماء". الامر بحاجة الى تصحيح عبر مناقشة في الحكومة ثم ينقل الى اللجان فمجلس النواب".
وسأل:" هل هذا القانون اهم من قانون النفط؟ يجب فعل الامر نفسه في مشروع الكهرباء ويجب سلوك طرق طبيعية وليس طرق غير طبيعية تدعو للشك. هل المسألة مسألة وساطات على طريقة "الملحميات". عون كان يتحدث دائما عن "تهريب القوانين" فلم يريد فعل ذلك الآن؟"
حزب الله والحلفاء
ورد على بعض ما تتناوله وسائل الاعلام عن تدخل حزب الله لتسوية الملف بين حلفائه قال:" هذه المسألة لا تحتاج الى دور حزب الله وهل الامر يحتاج الى وساطات؟ عدم سلوك طرق طبيعية يؤدي الى شكوك من كل الناس. المناقصة لتلزيم ادارة توزيع الكهرباء ادت الى فوز شركة نزار يونس واخرى لقريب من الرئيس بري وشركة ثالثة مقربة من شخص آخر، من سيشرف على حسن سير العقد؟ الهيئة الناظمة للكهرباء اما كما هو الوضع الآن فمستشار للوزير هو من سيشرف على ذلك. هذا الامر لا يجوز ويجب العودة الى مسار الدولة الصحيح".
اما عن مواقف رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط فرأى ان "هناك حدا ادنى من المبرر السياسي لموقف جنبلاط من مسألة الكهرباء، جنبلاط في حالة ترقب للحوادث ويقيم حساباته على هذا الأساس. مواقف جنبلاط براغماتية بامتياز تتبع موازين القوى والتحالفات والوضعين الاقليمي والدولي واذا ذهبت الاوضاع من مكان لآخر يصوب سياسته".
واشار الى ان "اي حكومة تصريف اعمال ملزمة بدفع اموال يلتزم بها لبنان وستبقى في نفس المشكلة بالنسبة للمحكمة، المجموعة الدولية فاعلة على مستوى المنطقة وكلنا يعرف ان المجموعتين العربية والدولية ناشطتان واقل غلطة تعرض الدولة المعنية لمخاطر جمة والحكومة الحالية هي تحت المجهر بقوة واي غلطة ستضع الحكومة في سلة النظام السوري الحالي".
ولفت الى ان "منذ سنة 2005 حتى الآن كان وزراء الطاقة في الحكومات المتعاقبة من 8 آذار وهم فنيش، طابوريان وصولا الى باسيل، وفي حكومات ما بعد التسعين في اغلب الاوقات كان فريق 8 آذار الحالي يتولى حقيبة الطاقة".
التعيينات الادارية
اما عن التعيينات الادارية وهل سيظن انها ستكون كيدية اجاب:" ما نراه هو ان وضع الحكومة غير واضح فهناك غموض يحيط بعملها كما انها شكّلت في وضعية اقليمية معينة والان نحن في وضعية مختلفة تماما واختلط الحابل بالنابل ونحن لحسن الحظ خارج هذه الدوامة بكاملها، موقفنا من الحكومة اكثر الحاحا من بعض التعيينات، كان لدي خيبة امل كبيرة في موضوع المديرية للامن العام مع ان لا شيء لدي تجاه اللواء عباس ابراهيم كان لدي خيبة امل في هذا الملف خصوصا من الرئيس سليمان وعون وهذا امر مؤسف، لم استطع استيعاب او تفسير العشاء الذي جمع اطرافا على العشاء في منزل اللواء ابراهيم".
المواقع المسيحية
وتوجه الى رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون من دون ان يسميه قائلا:" بعض القوى "هلكوا سمانا" بالمزايدات والطروحات عبر اعادة صلاحيات رئيس الجمهورية كما كانت قبل الطائف الى ان وصلنا الى حصول طرف مسيحي على حصة كبيرة داخل الحكومة واذ وصلنا الى تعيين مدير عام للامن العام ولم يتم تغيير اي شيء".
الثورة في سوريا
وعن توقعاته بشأن الثورة في سوريا اجاب:" اتوقع سقوط الرئيس السوري بشار الاسد ونلاحظ الخط البياني للثورة منذ 6 اشهر انها تكبر باستمرار والزخم الموجود في الثورة اضافة الى تطور الموقف العربي باستثناء قطر التي كانت منذ البداية حاسمة في موقفها تجاه كل الثورات العربية اعتقد ان الامور "انتهت" والسقوط حتمي، نقطة الارتكاز الفعلية هي اكثرية الناس ويمكن القول ان لا توازن قوى في سوريا بل ان الثورة السورية حققت نقاطا على النظام والميزان لصالح الثوار السوريين".
وردا على الاقاويل التي تطلق من تخوف البعض من حرب اهلية في سوريا قال:" قبل ان نصل الى هذا الوضع في ليبيا كم قرأنا من تصريحات عن دخول ليبيا في حرب ولا ارى ان الامور في سوريا ذاهبة باتجاه حرب اهلية بل الى حسم مسار على مسار آخر ، لو جرت الثورة السورية منذ 10 سنوات لم تكن لتنجح كما ستنجح الآن لان في المعادلة الكبيرة اصبح حصول الثوار على دعم ممكنا لينهموا مهمتهم على افضل ما يكون".
وشدد على ان "المجتمع الدولي حسم امره مع النظام السوري ولا شيء يفيد الآن فالشعب السوري خرج من القمقم بشكل جدي وقصة ترتيب الاوضاع مر عليه الزمن مع مرور كل هذه الاشهر لو غير تحالفاته فسيحصل على مكان آمن في الخارج لكنه لن يبقى في الحكم".
وانتقد موقف وزير خارجية لبنان في جامعة الدول العربية قائلا:" الوزير الوحيد الذي لم ينتبه الى طرح موضوع سوريا في الجامعة العربية هو وزير خارجية لبنان وهذا امر معيب ولم يكن هناك الا "الرامبو" اللبناني الذي قال بصدور بيانات في امور لم تبحث فهذا الامر بهدلة ومهزلة، ليس منطقيا ان يبقى لبنان خائفا من ضربة من سوريا عليه ان اتخذ اي موقف بشأن الاوضاع فيها، هل يهين علينا ان نسمع من دول العالم ان لبنان في قبضة سوريا؟ ما هذا العمل الذي تقوم به وزير الخارجية؟ واين هو موقف الحكومة في هذا الاطار؟"
ونقل المعلومات التي وصلته من العاصمة الاميركية واشنطن قائلا:" المجتمع الدولي يعتبر لبنان في قبضة سوريا وسياستخ الخارجية تكرس هذه النظرية. المواطن لا يعيش في دولة ليأكل ويشرب بل ايضا ليبرفع رأسه بموقف هذه الدولة".
النظام السوري والمسيحيين
اما عن الترهيب الذي يتعرض له المسيحيون في الشرق قال:" يربطون بين الوجود المسيحي في الشرق والانظمة الديكتاتورية وسأل ماذا لو سق آخر نظام ديكتاتوري هل نرحل من الشرق؟ وشدد على ان "ما يصيب المسيحيين في المنطقة يصيب غيرهم لانهم في صلب الاحداث وكل المقاربة لموضوع المسيحيين في ثورات العرب خطأ".
وردا على سؤال عن مدى تأثير سقوط النظام السوري على السأن الداخلي اجاب:" في حال سقط النظام في سوريا سيتلف بعض حلفائه حول حزب الله، واتوجه برسالة صادقة الى المسؤولين السياسيين في حزب الله على حزب الله يجب ان يأخذ قرارا شجاعا بالتخلي عن أذرعته العسكرية والامنية لان المعادلة التي أوجدت هذا الحزب لم تعد موجودة، وان كان لحزب الله تصور اخر لكن هذا لا يعني ان هذا التصور هو الصحيح اما وضعه على المستوى الاستراتيجي فمختلف، لا يمكن استمرار الذراع العسكري لحزب الله والمعادلة التي اوجدته لم تعد موجودة".
قضية لاسا
اما عن موضوع الاشكالات في لاسا وفحوى زيارة وزير الداخلية الى معراب قال:" الوزير شربل اصدر تكذيبا بخصوص ما ذكرته السفير عن تحذيره لي بعد تناول ملف لاسا، قضية لاسا ظهرت انها خارج نطاق الدولة بعد سلسلة حوادث والمشكلة الثانية هي مشكلة العقارات، مشكلة الفلتان هناك يبدو انها تتجه الى الحل والامور لا تحتاج الى اكثر من ذلك".
اما ميدانيا فاعتبر ان "البطريرك حاول معالجة مسألة العقارات وهو غير مولج بمعالجة القضايا الامنية، فاذا تمت معالجة الامور العقارية تكون طريقة البطريرك جيدة، المساحة والقاضي العقاري هو الحل في مسألة لاسا وبعد ذلك الكنيسة حرة في ما تقوم به بشأن وقفها".
اما عن شبكة الاتصالات التي توقفت في ترشيش نتيجة اشكال قال:" مسألة الاتصالات في ترشيش لن تفيد حزب الله بأي شيء".
الافراج عن الاستونيين
اما في مسألة خطف الاستونيين فاشار الى ان "قضية الاستونيين كما حلت مؤسفة وهي تم حلها بمفاوضات مباشرة بين السلطات الاستونية والسوريين. انا لا استطيع ان افهم ان يحب لبنانيون سوريين اكثر من بلدهم، اين هي الدولة اللبنانية؟ القصد السوري كان خطف هؤلاء لمصلحة القذافي ثم تدهورت الاوضاع لديهم وتم الافراج عنهم بصفقة فهل يجوز هذا الأمر؟"
لقاءات بكركي
في مسألة اجتماعات بكركي قال:"هناك ميل كبير لدى المسيحيين للقاء القيادات المسيحيية وسآخذ هذا الميل بالاعتبار بغض النظر عن الاعتبارات، بعد اول اجتماع في بكركي تفاجأت بعد اسبوعين اتصلت بالاكبر والاصغر مني قسم اجاب وقسم آخر لم يجب ومنهم من قام بهجومات شخصية، مع كل ذلك سنكمل مهما كانت الظروف مع ان التجربة الاولى لم تكن مشجعة ونريد تجاوبا في هذا السياق ولن نتازل عن اي من قناعاتنا".
واشار الى ان "اجتماع 23 ايلول بجوهره هو للوصل الى اتفاق بشأن قانون الانتخابات النيابية".
وشدد على ان "التمسك بالمناصفة لا يجب ان يكون صورياً بل يجب ان ينتخب المسيحيون 64 نائبا والمسلمون 64 نائباً والامثل هو الدائرة الفردية، ويمكن اعتماد one man one vote او لبنان دائرة واحدة يصوت فيه المسيحيون لـ64 نائبا والمسلمون 64 نائبا والخيار الرابع او فئة ثانية هو النسبية".
افتراع المغتربين
ولفت الى ان "اقتراع غير المقيمين لا يحتاج الى قانون بل الى ترتيبات عملية مطلوبة من وزارة الخارجية بعد ان قامت وزارة الداخلية بواجبها واضع ذلك في مصاف الخيانة الوطنية، وهذا الامر يستحق ان تتم الاستقالة من الحكومة لأجلها".
الحلفاء والاخصام
اعتبر جعجع ان "العلاقة مع الرئيس سعد الحريري لا غيوم فيها ولا ضباب، تساءلنا في البداية عن سبب غيابه عن لبنان الى ان عرفنا الاسباب الحقيقية لذلك، ممكن ان يحاولوا اخذ سعد الحريري كرهينة واقول له الا يعود في مكان يمكن ان يؤخذ فيه كرهينة كبيت الوسط و ان يبقى في مكانه".
العلاقة مع حزب الكتائب اشار الى ان "العلاقة بين القوات والكتائب لا يمكن ان تكون الا جيدة انطلاقا من الاعتبارات الكبرى المنطلقة من النظرة والتحالفات لكن على الارض هناك تنافس يومي لكن ذلك لا يفسد في الود قضية وهذا ليس مشكلة كبيرة".
اما عن العلاقة مع سامي جميل قال:" العلاقة مع النائب سامي الجميل عادية، اما الرئيس امين الجميل فاعرفه منذ 40 سنة ومن الطبيعي ان تكون العلاقة كذلك".
ورأى ان "الصورة السياسية تتغير وقوى 14 آذار حية بشكل اكبر من قبل، ولا يمكن تشبيه كل السنوات بسنة 2005 فالاحداث تمر بذورة ثم بعادية اكبر. نقوم بما يجب ان نقوم به ومن يقول غير ذلك ليس محقا فكل الامور نلاحقها ونقوم فيها بما يجب ان نقوم به".
واكد ان "كل يوم يجب ان نحاول بناء علاقة مع النائب ميشال عون لا اعرف كم هو الامل لكن يجب المحاولة من جديد، لا ادري الى اين سنصل لكننا نحاول، العلاقة مع النائب فرنجية في حالة ستاتيكو ايجابي في الوقت الحالي".
وذكر الى ان "لم اتغيب عن عشاء عمشيت لظروف سياسية بل لارتباطي بامور أخرى والرئيس سليمان دعاني الى العشاء قبل شهرين واعتذرت في اليوم نفسه وقتئذ.".
وتمنى على الرئيس سليمان ان "يلعب الرئيس سليمان دورا اكبر واقصى تمنياتي هو هذا الامر، ورأيي انه يستطيع القيام بذلك و"اللي بيزعل يزعل واللي بيرضى يرضى" ولا يمكن انتظار الا يستعدي احدا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك