أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "غلوبس" الاقتصادية وجود وسائل قتالية دفاعية متطورة جداً، من شأنها توفير الحماية والإنذار لكل المنشآت الغازية الإسرائيلية في عرض المتوسط، وحيال كل أنواع التهديدات، سواء من حزب الله أو أي منظمات "إرهابية" أخرى.
وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن اكتشاف تل أبيب لمخزون غازي كبير في المتوسط، "يحتّم على الجيش الإسرائيلي توسيع نشاطاته الأمنية وإجراءاته الحمائية في البحر"، مشيرة إلى أن "احتمالات شنّ هجوم معاد على منشآت الغاز الإسرائيلية هي احتمالات معقولة وممكنة في المستقبل". أما وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فيلنائي، فأكد من جهته أن "الخطر الحقيقي على حقول الغاز الإسرائيلية هو صواريخ دقيقة باتت في أيدي السوريين". وبحسب الصحيفة، فإن "المقصود من كلام فيلنائي هو صاروخ ياخونت الروسي الصنع، الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، وبإمكانه ضرب هدف ثابت مثل منصات التنقيب عن الغاز في المتوسط". وأشارت الصحيفة إلى أن "إحدى فرضيات العمل المفعّلة لدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل هي أن كل ما لدى سوريا من وسائل قتالية سيصل في نهاية المطاف إلى أيدي حزب الله"، لافتة إلى أن "هذا السيناريو هو السيناريو الأسوأ، من ناحية إسرائيل".
وذكرت المصادر الأمنية الإسرائيلية مجموعة من السيناريوات العدائية التي تقلق الجيش الإسرائيلي، وهي سيناريوات مدرجة في لائحة تطول جداً: "استهداف منصات التنقيب الإسرائيلية بصواريخ دقيقة وبعيدة المدى، تفجير سفن وزوارق مفخخة انتحارية، استيلاء خلية تخريبية إرهابية مسلحة على إحدى المنشآت، زرع عبوات ناسفة شديدة القوة من تحت الماء، توجيه طائرة مفخّخة باتجاه المنشآت وتفجيرها وأيضاً إطلاق صواريخ طوربيد بواسطة غواصات معادية".
بحسب معطيات "غلوبس"، تحاول المؤسسة الأمنية في إسرائيل توفير كل الأساليب والإمكانيات المتاحة أمامها لمواجهة التهديدات في المتوسط، مشيرة إلى أن "الصناعات الأمنية تعمل حالياً على إنتاج وسائل غير مأهولة، كطائرات استطلاع متطورة وغيرها، تهدف إلى حماية المصالح القومية لإسرائيل في عرض البحر، وأهمها حقول الغاز والنفط". وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن "من بين الوسائل التي يستعد سلاح البحر لتلقّيها، سفناً حديثة وغير مأهولة من طراز بروتكتور، تنتجها شركة رافائيل للصناعات الأمنية والتي تؤكد أنها وسيلة قادرة بالفعل على توفير حماية مضاعفة عن تلك التي توفرها سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في التصدي لأي نشاط قد تقدم عليه منظمات إرهابية معادية، في محاولة منها لضرب منصات الغاز في البحر".
ولفتت "غلوبس" إلى أن السفن غير المأهولة التي من المقدر أن تصل إلى سلاح البحر الإسرائيلي قريباً، "مزوّدة بمنظومات رادار متطورة، وقادرة على إطلاق تحذير حيال أي حركة مشبوهة تقترب من منصات التنقيب، كذلك هي مزوّدة بوسائل متطورة للرؤية الليلية، وبمنظومة إطلاق صواريخ أوتوماتيكية"، مشيرة إلى أن "بروتكتور توضع في الحالات الطبيعية على متن قطع بحرية كبيرة، وتُرسل إلى عرض البحر وقت الحاجة والضرورة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "البروتكتور ليست الحل الوحيد لمواجهة التهديدات"، متحدثة عن "وجود طائرات غير مأهولة تحلّق باستمرار فوق منشآت الغاز، وهي مزوّدة بمنظومات كشف وتعقّب متطورة جداً، إلا أن معظمها سريّ غير معلن، وهي قادرة على إرسال معلومات وصور في الوقت الحقيقي، حيال كل ما يتعلق بأي نشاط استثنائي شاذ".
من جهته، أوضح قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، اللواء احتياط دافيد بن بعشاط، إن "من واجب إسرائيل توفير حماية لمنشآتها الغازية في عرض المتوسط، وهذا الواجب يتضاعف ويتعزز في ظل التهديدات الصادرة عن جهات معادية كثيرة، ومن بينها حزب الله، وخصوصاً أن هذه المنشآت فريسة سهلة جداً بالنسبة إليه". وبحسب بن بعشاط، فإن "ضرورة حماية المنشآت البحرية تتعزز أكثر على خلفية اعتماد قطاع الطاقة في إسرائيل على الغاز الطبيعي، وبالتالي يتحتّم على الجيش الإسرائيلي بناء قوته وملاءمة قدراته لمواجهة هذا التحدي الجديد".