الأنباء الكويتية
بعدما أعلن وزير الطاقة جبران باسيل في مؤتمر صحافي تمسكه بالخطة الكهربائية كما وضعها، وحمل على حلفائه وخصومه في الحكومة، واتهمهم بعرقلة مشروع الكهرباء لاسباب غير واضحة، معتبرا ان الاقلية الوزارية تعمل على ضرب وتعطيل عمل الحكومة، وان المشروع استنفد كل المهل الكافية لدراسته، نافيا نية التيار الوطني الحر إسقاط الحكومة لكن إذا لم تعهد الحكومة إلى إقرار المشروع الاربعاء تكون قد اسقطت نفسها فعليا.
في هذا الوقت وبحسب قيادي بارز في 14 آذار لصحيفة "الأنباء" الكويتية فإن التيار العوني يواجه ثلاثة استحقاقات دفعة واحدة:
٭ استحقاق الكهرباء الذي وان تم بته بفعل وساطة حزب الله او ضغوطه، غير ان المناقشات في هذا الملف انهكت التيار، والتعديلات التي ادخلت عليه حدت من صلاحية الوزير جبران باسيل عبر ايجاز الحكومة وتعديلات اخرى ادت بالنتيجة الى وضع الحكومة يدها على الملف، وبالتالي لم يعد باستطاعة العماد عون الاستثمار فيه سياسيا وانتخابيا.
٭ استحقاق محاكمة العميد فايز كرم بتهمة التعامل مع اسرائيل، حيث ان الحكم وبصرف النظر عن مدة السجن، اكد جرم العمالة على كرم خلافا لكل محاولات التيار اظهار عكس ذلك، وبالتالي انضمامه رسميا الى قافلة العملاء بتثبيت المحكمة العسكرية الدائمة عمالته لصالح المخابرات الاسرائيلية، كما اعطى الحكم صدقية لعمل جهاز فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي الذي تعرض ومازال لحملة سياسية شعواء من التيار العوني، فضلا عن تثبيته واقعة ان حزب الله والتيار الوطني الحر هما البيئة الحاضنة للعمالة مع اسرائيل، واظهاره اخيرا التسلط والاستقواء ضد الدولة ومؤسساتها، والزيف في ادعاءات التيار بالدفاع عن هذه المؤسسات، كما انه لولا وجود اعترافات واثباتات مبرمة لما كان احد تجرأ على حكم العميد كرم، خصوصا ان الحكومة وقيادة الجيش والمحكمة العسكرية هم اقرب الى عون من 14 آذار.
٭ استحقاق تشكيلة مجلس قيادة الأمن الداخلي الجديدة، اذ جاءت التشكيلة الجديدة ـ القديمة التي قدمها وزير الداخلية والبلديات مروان شربل مخيبة لآمال بعض الاطراف السياسية داخل قوى الاكثرية لاسيما منها تكتل التغيير والاصلاح في الواجهة ومن خلفه حزب الله.
ويوضح القيادي في 14 آذار ان هذه الاستحقاقات المباشرة التي اعتقد عون ان تشكيل حكومة اللون الواحد مهمتها فقط تأمين مصالحه كرد جميل للمصالح التي أمنها لحزب الله، فخاب أمله من اول الطريق بدءا من المديرية العامة للأمن العام، وصولا الى قيادة قوى الأمن الداخلي وما بينهما ملف الكهرباء، اما في الاستحقاقات غير المباشرة، فحدث ولا حرج، وفي طليعتها بداية انهيار النظام السوري وانطلاق المحكمة الدولية وانعكاسهما المباشر على حزب الله واستطرادا على الوضعية العونية داخل البيئة المسيحية.
من هنا يعتقد هذا القيادي ان حزب الله سيحاول ارضاء عون انطلاقا من حرصه على منع انهيار اطراف الائتلاف الحكومي تحت ضغط التباينات، ولكن ليس على حساب الرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط، وبالتالي فإن اي حل سيبقى دونما يتطلع اليه عون، ولذلك كل الاحتمالات تبقى واردة مع تيار بدأ يشعر بان كل ما بناه ينهار تدريجيا وسريعا.