السياسة الكويتية
ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم يكن "مسروراً" ولا مرتاحاً" لما سمعه من البطريرك الماروني الجديد بشاره الراعي في باريس، أول من أمس، في ما يتعلق بموقف "القائد الأعلى" للكنيسة المارونية من النظام السوري "المارق والخارج على كل القوانين الدولية" - حسب ديبلوماسي فرنسي في باريس - ومن حكومة نجيب ميقاتي الصديق الشخصي لبشار الأسد و"المساعد المخلص" لحليفه الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، و"كأن البطريركية المارونية في بكركي انتقلت من عهدة بطريرك كان يلقب بـ"ضمير لبنان" و "حامي استقلاله" هو الكاردينال نصرالله صفير، إلى بطريرك يبدو أنه اختير ليجري مع الغاية بوجود رئيس جمهورية صديق له ومن نفس "حياديته المذهلة" وقائد جيش "يضرب بسيف الاثنين البلاستيكي"، وكأن الأمور عادت الى منتصف السبعينات مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عندما وقع اختيار كمال جنبلاط وياسر عرفات وحافظ الأسد على البطريرك الجديد يومذاك خريش والرئيس الجديد سليمان فرنجية وقائد الجيش حنا سعيد، وهم أضعف ثلاثة قادة موارنة في تاريخ الطائفة، ليضربوا ضربتهم بإشعال الحرب كل من منظاره الخاص: سيد المختارة بهدف تغيير النظام والوصول الى سدة الرئاسة الأولى، وجملته الشهيرة مازالت تصدح في آذان من لا ينسون المسيئين الى لبنان عندما قال لأحد القادة السوريين قد يكون عبدالحليم خدام يومذاك: أنتم لا تفهمون التعامل إلا مع الجالس في قصر بعبدا الجمهوري إذاً، فلتلاقني في قصر بعبدا بعد غد"، في اشارة إلى الهجوم العسكري الذي كان يستعد لشنه على مقر الرئاسة الأولى في اليوم التالي.
واضاف الديبلوماسي "أما أبو عمار فكان هدفه النهائي لا يختلف كثيراً عن هدف نصرالله اليوم، وهو السيطرة على كل لبنان بعدما وضع على الخريطة التقسيمات الجغرافية لدولته العتيدة التي ألمح إليها نائبه ابو اياد بمقولته المشهورة ان "طريق حيفا تمر عبر جونيه"، فيما كان هدف الرئيس السوري السابق يناقض هدفي "حليفيه" الدرزي والفلسطيني بشكل مذهل وحاسم، فهو يريد القضاء على نفوذ جنبلاط مع تطور مسار الحرب اللبنانية وقد اغتاله بالفعل فيما بعد، وتسليم منظمة التحرير الفلسطينية تسليم اليد الى ارييل شارون العام 1982 بطلب من حليفه الأميركي في تلك المرحلة".
وكشف الديبلوماسي الفرنسي النقاب لـ"السياسة", أمس، أن ساركوزي "لم يكن يتوقع سماع ما سمعه من البطريرك الراعي حول دعم بشار الاسد في عملية "إصلاحه" ضد ثوار سوريا، كما لم يكن ينتظر ان يسمع من حليفه البطريرك وجهة نظره المعارضة للثورات العربية المندلعة في الشرق الاوسط المطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية والعيش الكريم", وكذلك اصيب بالاحباط لشدة "حيادية" البطريرك في الشؤون الداخلية اللبنانية ودعمه حكومة ميقاتي، وكأنه أحد أنصار قوى 8 آذار".
ولم يستبعد الديبلوماسي، بعدما سمعه من تعليقات سلبية جداً على زيارة الراعي, "أن يبلغ قلق الرئيس ساركوزي من دور البطريركية المارونية الجديدة الى حد إرسال موفد الى الفاتيكان خلال الأيام القليلة المقبلة لسؤال البابا بنديكتوس السادس عشر عن مواقف الراعي، ودعوته إلى التدخل لاعادة ضبط ايقاع سياسة بكركي في عهده على لحن البطريرك السابق نصرالله صفير، لأن الإخلال بسياسة لبنان السابقة، قبل سيطرة "حزب الله"، من شأنه تفجير الأوضاع الى حرب أهلية جديدة مدعومة من نظام الأسد متى تأكد له ان نظامه آيل للسقوط".
ودعا الديبلوماسي الفرنسي قادة "14 آذار" وثورة الأرز الى "افتعال ضجة أكبر واتخاذ خطوات أكثر جرأة مما يفعلون الآن، لأن الأمور لم تعد تحتمل حسب معلوماتي الديبلوماسية والاستخبارية من لبنان وسوريا والمنطقة، وعليهم ان ينزلوا مرة اخرى الى الشارع بموقف مليوني مازال متوفراً لهم بعد شعور المرارة من هيمنة سوريا و"حزب الله" مجدداً على لبنان، وكأن شيئا لم يكن منذ العام 2005 اثر الانسحاب السوري من البلد وهزيمة الحزب النكراء في حرب تموز ،2006 حيث خسر كل ما يملك في تلك الحرب من اسلحة وبنى تحتية تم تعويضها في ما بعد بواسطة سوريا".