ملاك عقيل
Lebanon Files
للنائب خاد الضاهر خصوم كثر في فريق السلطة الحالي. ومؤخراً انضمّت المؤسسة العسكريّة، بجنودها وضبّاطها وصولاً الى قائدها، الى لائحة الناقمين على النائب الشرس. لكن، لابن بلدة ببنين العكاريّة معجبين كثر في الضفة الاخرى، فقط لمجرّد أنّه ينطق بما لا قدرة لهم على البوح به. إلا في الغرف المغلقة. الرجل يملك مختلف المقوّمات، بخلاف الكثيرين من نوّاب كتلة المستقبل النيابيّة التي ينتمي اليها، ليثير حوله زوبعة من الانتقادات المثيرة، والاكيد أنّه نائب من نوع آخر: موقع "فيلكا" لا يقصّر في القيام بالواجب، فيصف جماعة الضاهر في عكار بالارهابيّين الوهابيّين. ويستحضر النائب عاصم قانصوه لغّة الكلاب حين يقرّر التوجّه بالحديث الى نائب عكار. ويتهمّه اعلاميّون لبنانيّون بضرب الجيش لاقامة الامارة الاسلاميّة. ويسوّق أخصامه بأنّه "مطلوب" للعدالة بتهمة مدّ فتح الاسلام بالسلاح وبأنّ مخابرات الجيش تملك ملفاً "دسماً" عن تورّطه بمدّ التنظيم بالسلاح عشيّة إحداث "شارع المئتين" في طرابلس". وآخر التهم.... تحويل إفطار في بلدة عيات الشماليّة الى مجزرة!
الرجل العكّاري يحمل بيده مفتاح أبواب جهنّم التي ترتفع بوجهه بالنظر الى سقف خطابه السياسي العالي. قبل تكليف نجيب ميقاتي برئاسة الحكومة هدّد الضاهر علناً أيّ مرشح يقبل بدخول السرايا الحكوميّة بتكليف من حزب الله، وبالتالي من طائفة غير طائفته، بالرجم من قبل أهل السنّة ونساء السنّة بنعالهم، رافعاً شعار "عليّ وعلى أعدائي". لا يرفّ جفنه لامكانيّة رفع الحصانة عنه، معلناً بلغة الواثق "يا جبل ما يهزّك"، مجيّراً خيار رفع الحصانة الى العماد ميشال عون وفريق الثامن من آذار. ومن ثوابته عدم تقديم الاعتذار الى الجيش "ما لم تتوقف أعمال التشبيح المخابراتيّة"، ومعاداة "ميليشيا" حزب الله...
مسيرة الرجل "المتقلّبة" في المواقع من انخراطه في صفوف "الجماعة الاسلاميّة" الى "جبهة العمل الاسلامي"، واتهامه سابقاً بالعمل لصالح المخابرات السوريّة، وصولاً الى العضويّة في "تيّار المستقبل" بعد انتخابات 2009، ومواقفه المتدرّجة من "تبنّي قضايا المقاومة وحقوق الانسان" (كما ورد في سيرته الذاتيّة على موقع مجلس النواب الالكتروني) الى دعمه التيّارات الاصوليّة بوجه الجيش اللبناني في الضنيّة ومخيّم نهر البارد، تخالف هذه المسيرة "انسجامه" التام مع ذاته اليوم حين حمل العصا بوجه الجيش، و صرخ محرّضاً على النظام في سوريا، وحين روّج لتسلّم أهل السنّة الحكم في دمشق.
والضاهر الذي كان قد كشف قبل ثلاث سنوات عن تهديدات بالقتل تلقّاها مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة محمد رشيد قباني من قبل النائب عاصم قانصوه، انتهى به الامر ناصحاً المفتي كي لا يقوم بزيارة منطقة العرقوب وافتتاح مسجد في شبعا من دون المرور في صيدا بالنائبة بهيّة الحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. وفيما تنحو علاقة النائب الشمالي مع المفتي نحو مزيد من السوء، و"العين حمراء" عليه من جانب فريق الاكثريّة، تبقى مقاضاته من جانب قيادة الجيش بعد تهجمه الاخير على المؤسسة العسكريّة وقائدها، واقعاً قائماً، خصوصاً بعد فشل المسعى بقيام وفد من "تيّار المستقبل" بزيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة للتوضيح والاعتذار عمّا بدر من جانب النائب العكّاري.