أوضحت أوساط مقربة من بكركي لـ"الجمهورية" أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حاول بزيارته إلى فرنسا "شراء بوليصة تأمين للمسيحيين المشرقيين على قاعدة أن ما تقرر دوليا قد تقرر، لجهة رفع الغطاء الدولي عن الأسد ودعوته إلى التنحي، وبالتالي يدرك البطريرك جيدا أن موقفه بالطلب من المجتمع الدولي إعطاء فرصة للأسد لتطبيق ما وعد به من إصلاحات لن يلقى التجاوب المطلوب، لأن القرار على هذا المستوى قد اتخذ والعمل يتم على قدم وساق لإقناع روسيا بالانضمام إلى هذا التحالف وليس العكس، أي أن موسكو باتت عاجزة حتى عن فرملة الاندفاعة الغربية، ولذلك لا تأثير لمواقف البطريرك على هذه الاندفاعة الدولية، إنما جل ما أراده هو تسجيل موقف سياسي-إعلامي تحييدا للمسيحيين".
وتؤكد الأوساط أن ما حاول الراعي القيام به أيضا هو "تبديد صورة شائعة في الوسطين السياسي والإعلامي، ومفادها أن كل من يزور الغرب هو متآمر".
أما لجهة ربط البطريرك سلاح حزب الله بقضية اللاجئين، مما يعني تحويل هذا السلاح إلى سلاح أبدي وسرمدي، تقول الأوساط المقربة نفسها "أن ما يحصل من أحداث في سوريا، خاصة في ظل الاحتمالات التي تؤشر إلى عدم قدرة الأسد على تجاوز الانتفاضة الشعبية السورية، تقض مضاجع حزب الله وتجعله بحالة القلق على وجوده ومصيره، ليس فقط من زاوية سقوط حليف استراتيجي كبير للحزب، إنما أيضا من زاوية المحكمة الدولية والصراع الداخلي الذي يشكل سلاحه أحد العناوين الرئيسية في هذا الصراع، وبالتالي من أولى أولويات البطريرك تطمين الحزب وترييحه على طبيعة المرحلة المقبلة التي لا يجب أن تختلف، بعرف الراعي، عن المرحلة التي تلت الانسحاب السوري من لبنان، بمعنى ألا يشكل سقوط النظام مبررا لمواجهة أو انتقام داخلي أو رد فعل من قبل الحزب ينعكس سلبا على لبنان، بل يفترض أن يدفع أي تحول بمستوى سقوط الأسد إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد الوصل بين اللبنانيين وإطلاق الحوار في ما بينهم وصولا إلى تطبيق بنود هيئة الحوار والعودة إلى الدستور".
وتشدد الأوساط المقربة أخيرا على "أن البطريرك لا يريد تحويل مواقفه إلى مادة نقاش داخلية، لا بل سعى فور عودته إلى سحب هذا الموضوع من النقاش والسجال الإعلاميين"، مؤكدة أن "بكركي لا يمكن ان تتزحزح عن ثوابتها ونصوصها المرجعية".