مار مارون ويوحنا مارون وبشير الجميل قيادات 1500 سنة منصرمة
مار مارون ويوحنا مارون وبشير الجميل قيادات 1500 سنة منصرمة

منذ اكثر من الفي عام قال السيد المسيح "الارض والسماء تزولان وحرف من كلامي لا يزول" فكان الانجيل ومنذ ربع قرن نردد اقوال البشير، كلام جوهري لكل الازمنة، ودستور وطني حفر في ذاكرة الوطن والمواطن، فبات انجيل لبنان معمدا بدماء الشهداء، تبشر به الاجيال، فطوبى لك لبنان ارض القداسة والطهارة، يا من وطىء ارضك المسيح وحضن ترابك البشير..

قد يظن البعض ان رأي اكثرية المسيحيين مبالغ بها، ولكن بنظر هؤلاء وبكل تواضع فان بشير الجميّل هو اهم رجل عرفته المسيحية المشرقية بعد مار مارون والبطريرك يوحنا مارون، بشير هو الذي حقق الانتصار المسيحي، من خلال بقاء المسيحيين في هذه البقعة من الشرق واحة حرية في صحراء القمع العربي.

ارادها معركة اثبات وجود، ومعركة نهائية وللابد، ولكن يد الغدر  لم تسمح له باكمال حلمه، رحل تاركا وراءه صقورا تتصارع على سلطة القرار في المنطقة الشرقية، لعب الكباؤ بعقول الصغار فأتت النتيجة وخيمة على هذا المجتمع. ضلّ طريقه، ذهبت تضحياته سدا، شهداؤه لم يعد لهم ذكر سوى في القداديس السنوية، المجتمع تاه اضاع الهدف ولم يعد بامكانه تحديد العدو من الصديق.

بعد عقود ضاع حلم بشير بين سنية سياسية واخرى شيعية، انقسم رفاق دربه بين معارض للاولى ومعارض للثانية، وبات فريق عمل بشير القديم يهاجم بعضه البعض اعلاميا ويعير احدهم الاخر. اما الشعب فلم يبقى من بشير سوى تلك الاسطورة التي لا تموت في وجدانه، صورهم في كل منزل، خطاباته وشعاراته في كل مكان خصوصا في القلوب والعقول، وحلمه بات في عقل كل مسيحي لا بل امتد شعاره "لبنان اولا" الى بعض التيارات التي كانت تعتبر في وقت مضى الد اعدائه.

يتهمه خصومه بالتقسيم والفدرالية، لكنه هو من حمل شعار لبنان 10452 كلم، يعتبره البعض عميلا او مقربا من اسرائيل، لكن فاتهم ان في لقاءه الاخير مع مناحيم بيغن وآرييل شارون في نهاريا اصطدم معهم ورفض التوقيع على معاهدة سلام.

انه اسطورة فينيقية، ستبقى ذكراه طاهرة نقية خالدة في وجدان اي مسيحي قد يولد بعد قرن او اثنين، ضمير المسيحيين وصوتهم الصارخ، بوصلة توجهانهم السياسية، ولكن سرّ الطلاق بين افكار بشير وقادة المجتمع المسيحي، ان كل قائد منهم يسعى كي يكون بشير الثاني.