Kataeb.org
"المقاومة"! كم فضفاضة هي في مفهومها. ومتنوعة في أشكالها ومضامينها. الا انه ورغم كلّ الجدل الذي يرافق تعريفها وشرعيتها، ثمة ما يمكن الارتكاز عليه كمادة اساسية تحددها وتحفظها : المبادئ القانونية الدولية التي تدعم حق المقاومة وهي: اتفاقية لاهاي 1907، ميثاق الامم المتحدة، الاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948، قرار الجمعية العامة رقم 1514 تاريخ 14/12/1960، اتفاقيات جنيف لعام 1949، تعريف العدوان لعام 1974.
من هنا، يمكن تلخيص المقاومة بأنها حركة مشروعة يقوم بها شعب او جماعة لمقاومة الاحتلال والنضال من اجل التحرر من التبعية والاستغلال والاستعمار، وهي أداة فاعلة لممارسة الحق في تقرير المصير.
أما بالنسبة لاساليبها فهي مختلفة، تبدأ بالعصيان المدني ، وهو ما اعتمده المهاتما غاندي لمقاومة الاستعمار البريطاني في الهند، وتنتهي بالكفاح المسلّح شرط مراعاة كلّ ما تنصّ عليه المبادئ الدولية واهمها حقوق الانسان.
فماذا اذا عن حزب الله، المقاومة الاسلامية في لبنان، انطلاقا من تلك الثوابت أعلاه؟
لا شكّ ان الحزب حظي بشرعية " المقاومة" في فترة ما قبل العام 2000 لمحاربته اسرائيل التي كانت تحتلّ قسما كبيرا من الجنوب اللبناني، واستطاع تحريره في ذلك العام، علما ان ثمة من يقول ان الحزب كان قد تخلّى بنفسه عن حركة المقاومة ضدّ اسرائيل يوم قبل بتفاهم نيسان عام 1996 ، ولعلّ ما ادلى به العماد ميشال عون آنذاك أبلغ توصيف، اذ اعتبر ان "مقاومة حزب الله أصبحت مقاومة بالتراضي".
كما انه وبغضّ النظر عن المشروع الذي كان يحمله الحزب منذ بدايته ، وهو ما كان يطلق على نفسه اسم " الثورة الاسلامية في لبنان"، وبعيدا من الدخول في تفاصيل مرجعية قراره ومصدر سلاحه، الا انه بقي يتمتع بنوع من الغطاء الشعبي والرسمي...حتى العام 2000.
بدأت الأصوات تعلو مطالبة حزب الله بتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية، وعودته الى كنفها، على اعتبار ان مهمته قد انتهت وحان الوقت كي يلعب الجيش اللبناني دوره، لا سيّما ان مزارع شبعا متنازع عليها، وهي كما بات معلوما تنتظر ان تبتّ بهويتها الدولة السوريةـ لدى الامم المتحدة.
الا ان الحزب اتخذ منها ومن تلال كفرشوبا ذريعة للابقاء على سلاحه، ولاستمداد شرعية وجوده كمقاومة مسلحة.
مع هذا دخل الحياة السياسية من باب البرلمان ومجلس الوزراء، بل أكثر، فانه استولى على قرار الحرب والسلم...فكانت حرب تموز 2006.
هكذا بعد ستة اعوام على " التحرير" قرر حزب الله استئناف مقاومته ، فلم يكن الهدف عام 2006 تحرير الاراضي التي لا تزال اسرائيل تحتلها، بل تحرير " الاسرى" من المعتقلات الاسرائيلية، فكانت عملية " الوعد الصادق" التي أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، واندلاع حرب ال 34 يوما.
الحرب انتهت دون تحقيق أي هدف. قضى الآلاف من اللبنانيين الابرياء، وتكبد لبنان خسائر مادية فادحة.
منذ 2006 الى 2011 : خمسة اعوام مرّت... ماذا فعل حزب الله في خلالها؟...وهل حقا " قاوم"؟
"مبدئيا"، لا تحتاج الاجابة الى الكثير من الذكاء والتذاكي....فنعم، حزب الله قاوم، ولا يزال!
فهو، لا يزال يقاوم الدولة اللبنانية الشرعية ويقاوم المواطن فيها. ضاعف تسلحه، ووجهه الى صدور اللبنانيين في محطات عدّة، و7 ايار لا يزال يحكي...
يضع يده على المطار والمؤسسات الامنية، يستكمل مدّ شبكة اتصالاته غير الشرعية، يعتدي على الاملاك العامة ، وعلى املاك الكنيسة كما يحصل في لاسا...يصدر اوامره يمينا وشمالا: يمنع الكحول هنا ، ويغطي المجرمين هناك، يعبث بأمن المواطنين، يرهبهم يخطفهم و"يصفيهم"... يسقط حكومة ويولد أخرى، قالبا الموازين بقمصان سود...
نعم، حزب الله يقاوم العدالة الدولية والحقيقة ، يخوّن من يشاء ويقدّس من يشاء...
يخطف البلد بثوان، ويقايض ما تبقى من دولة لاعادة اطلاق سراحه..
هكذا يقاوم حزب الله اسرائيل...هكذا يحاول حزب الله تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا...أليس كذلك؟
لقد بات أكثر من نصف الشعب اللبناني، كما باتت الدولة برمتها، تحت وطأة " الاحتلال والاستغلال ومصادرة القرار الحر"...
للتذكير، اذاً : ان المقاومة حركة مشروعة يقوم بها شعب او جماعة لمقاومة الاحتلال والنضال من اجل التحرر من التبعية والاستغلال والاستعمار، وهي أداة فاعلة لممارسة الحق في تقرير المصير. تتنوع اساليب المقاومة بين العصيان المدني والكفاح المسلّح...
نترك التعليق لنصف الشعب اللبناني ، لمواطن الدرجة الثانية الذي يمقت الحرب ويرفض السلاح غير الشرعي...التعليق لابن المقاومة الحقيقية!