بحسب قيادي مسيحي بارز في قوى 14 آذار، فإن البطريرك الماروني بشارة الراعي كرر في جولته "البعلبكية" الأخيرة مواقفه الخلافية في العاصمة الفرنسية.
وأشار ذلك القيادي لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان البطريرك لم يكتف بالدعوة الى التمسك بكلام الوكيل الشرعي العام لخامنئي في لبنان رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك "كوثيقة سياسية" بعد ان أعطى يزبك المقاومة مهمة وطنية أبدية باعتباره ان المقاومة على عهدها مع شعبها والجيش الوطني "اي الثالوث المقدس" لإتمام التحرير وحماية ثرواتنا المائية والنفطية واستقلالنا وسيادتنا، إنما تخطى البطريرك هذا الكلام التأييدي باعتبار كلامه "دستورا" الى إبداء خشيته مجددا من ان يكون هناك انتقال من أنظمة شديدة الى أنظمة أكثر تشددا فنعود الى الوراء، أو"ان تقود كل هذه الأحداث الى حروب طائفية ومذهبية، وقد يصل الأمر بنا الى تحقيق المخطط في الشرق الأوسط الجديد وهو تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية، هذا ما أكدناه في فرنسا وما نريد ان نعيشه في لبنان هو التضامن مع عالمنا العربي".
وأوضح القيادي انه باستعادة الراعي لمواقفه جاء ليؤكد ان المسألة أبعد من "زلة لسان" الى قناعات سياسية راسخة لدى البطريرك، والمحاولة لطي الصفحة الباريسية لم تنجح بدليل إعادة التمسك بمواقفه وفي ظل محاولة مكشوفة من حزب الله الذي عبر عن حفاوة بالغة في استقباله لاستخدام هذه المواقف باتجاهين:
٭ الاتجاه الأول: إظهار ان الحزب يحظى بغطاء مسيحي من أعلى المرجعيات المسيحية الروحية والسياسية، من البطريرك الماروني الى رئيس الجمهورية الذي أكد على ما قاله الراعي في زيارته الأخيرة الى الديمان، وما بينهما ميشال عون، هذا الغطاء الذي هو بأمس الحاجة إليه في خضم مواجهته مع المحكمة الدولية والتطورات المتسارعة على المستوى السوري.
٭ الاتجاه الثاني: إظهار التقارب بين "الشيعة" و"الموارنة" مقابل التباعد بين "السنة" و"الموارنة" والتأسيس على مواقف البطريرك والمبالغة في الإشادة بها من أجل استثارة ردود فعل سنية تعيد التوتر والتشنج الى العلاقة المسيحية ـ الإسلامية في محاولة لضرب كل ما تم تحقيقه في انتفاضة الاستقلال وهو هذه الشراكة التي أخرجت سوريا من لبنان وعزلت حزب الله في الداخل وبالتالي كل محاولاته هدفها فك عزلته لإبقاء لبنان ساحة مستباحة للخارج السوري ـ الإيراني.
واوضح القيادي ان مسيحيي 14 آذار لم يتهاونوا منذ اللحظة الأولى في التعامل مع مواقف البطريرك، وهو ما دفع الأخير الى التراجع عن هذه المواقف فور عودته الى بيروت، ولكن الأمور يجب ألا تتوقف عند هذا الحد. خصوصا ان الراعي مازال مصمما على مواقفه الخلافية والبعيدة عن ثوابت بكركي. وما قاله في جولته البعلبكية سيعيد التأكيد عليه في جولته الجنوبية في 24 الجاري، ما يستدعي تحركا عاجلا على أعلى المستويات الداخلية والخارجية لتطويقه وتعطيل كل المحاولات الرامية الى تحويل بكركي غطاء لحزب الله وسياسة الفرز في لبنان.
وأي تلكؤ في مواجهته مسيحيا وهو ما لم يحصل بعد سيفتح ثغرة للردود الإسلامية الطبيعية على الراعي وهذا ما يجب تفاديه بغية إبقاء المواجهة مع البطريرك قدر الإمكان بالمسيحيين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك