يبدو ان ارتدادات وثائق ويكيليكس"فعلت فعلها"... فبعد اعلان البرقية الشهيرة التي نشرها الموقع المذكور والصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في ايار من العام 2008 كشف فيها ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري قال للقائمة بأعمال السفارة الأميركية ميشيل سيسون: "نعم حزب الله استخدم سلاحه المفترض أنه لمقاومة إسرائيل في الداخل ضد مواطنين لبنانيين".
وحول موضوع رئيس جهاز أمن المطار انذاك العميد وفيق شقير، أفاد بري "ان هذا الموظف يستحق الخضوع لتحقيق معه لمعرفة دوره في السماح لحزب الله بتركيب كاميرات مراقبة في مطار بيروت الدولي، واعتبر ان شقير ربما اصبح جاسوساً لحزب الله لذلك يجب التحقيق معه، فضلاً عن برقيات مماثلة تطرق فيها بري الى الرئيسين اميل لحود وبشار الاسد.
فبعد كل هذه البرقيات كان لا بدّ من إتجاه الانظار السياسية الى عين التينة التي دافعت عن نفسها وأنكرت ما ُنسب اليها ، فيما بقي حزب الله على هدوئه من دون ان يصدرعنه اي موقف، لكن وبحسب معلومات واردة من اوساط سياسية مقربّة من الفريقين فإن هناك حالة من الفتور السياسي غير الظاهر والبعيد عن الاعلام بين الفريقين على الرغم من مشاركة الحركة والحزب في إستقبالهما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مناطق الجنوب وكأن شيئاً لم يكن، فكل هذا الفتور مرده الى قناعة راسخة خصوصاً في اوساط حزب الله بأن بري سار في اتجاه آخر، وكان لموقفه وقع الزلزال في الاوساط الشيعية المؤيدة لحزب الله .
الى ذلك ووفق اوساط سياسية مقربّة من حركة امل فالغاية من هذه الوثائق هي تشويه سمعة حركة امل ورئيسها الذي كان السباق في حمل لواء المقاومة ودائماً بحسب الاوساط، حتى ان الحركة تكاملت مع حزب الله في سبيل وحدة الموقف لمواجهة عدو الطرفين اي اسرائيل وما ينتج عنها من مشاريع هدامة، معتبرةً ان تداعيات "ويكيليكس" ستستمر لفترة طويلة، لكن لن نجعلها تحقق ما تريد اي خلق الفتنة بين الفريقين الشيعيين، واشارت الاوساط الى ان شخصاً واحداً سيستفيد كثيراً من هذا السجال الخفي وهو الاسم الذي يطرح نفسه بقوة لتوّلي الرئاسة الثانية والذي يحّضر نفسه للترشح، كما ُيعتبر المستفيد الاول من هذه الوثائق لذا وإنطلاقاً منها بدأنا نشكك باشياء كثيرة، لافتة الى ان البحث سيجري على قدم وساق للتأكد من الجهة التي تقف وراء هذا النشر بهدف الايقاع بين الطرفين.
وحول إمكان ذكر اسم هذا الطرف علناً ، قالت الاوساط: " القراء سيعرفونه على الفور وهدفه كان ولا زال النيل من الرئيس بري ودوره، خصوصاً وان علاقتهما المتدهورة قديمة وهو يعمل على فتح ثغرة كبيرة في العلاقة بين بري وحزب الله كي يدعم الحزب ترشيحه الى رئاسة المجلس النيابي في الدورة المقبلة ، اذ ان طموحاته السياسية كبيرة خصوصاً ان مقعده النيابي اصبح مضموناً في دائرة بعلبك - الهرمل التابعة سياسياً لحزب الله ، كما حاول تسويق اسمه في حكومة الرئيس ميقاتي إلا ان البعض اعتبر اسمه يشكل استفزازاً ليس فقط بالنسبة للمعارضة بل لبعض اركان الموالاة ، مما جعلهم يستبعدون اسمه كوزير علماً انه طالب بحقيبة سيادية لكن الرئيس ميقاتي كان اول الرافضين".
في غضون ذلك سأل مصدر سياسي معارض عن سبب تصديق وثائق ويكيليكس عندما تكون لصالح فريق الموالاة وبصورة خاصة لصالح بري، ولماذا يجري تكذيبها عندما تكون ضدهم؟، مشيراً الى ان العلاقة بين حزب الله ورئيس المجلس النيابي هي كالجمر تحت الرماد، وقال:" لم ننس بعد الأحداث الامنية التي جرت بينهما منذ العام 1982 والتي تتكرر كل فترة تحت شعار من سيحكم الشارع الشيعي"، معتبراً ان هدف بري الحالي التخلص من نفوذ حزب الله بأي طريقة كي تبقى الزعامة الشيعية له.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك