كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة "اللواء" ان قيادة حركة "حماس" قد اخذت قراراً بنقل مكاتبها الرئيسية من العاصمة السورية دمشق وان كانت القيادة تنفي ذلك حتى لا تحصل مضاعفات مع القيادة السورية، ولكن القرار اتخذ وسيتم تنفيذه على مراحل.

واشارت المصادر الى ان هذا القرار قد اتخذته قيادة حماس إثر وقوفها الى جانب الشعب السوري في تحركه ضد النظام، وذلك انسجاماً مع القرار المركزي لـ"الاخوان المسلمين" بدعم الشعب السوري والاخوان في سوريا.

وذكرت المصادر ان الطرح الاول كان بتوجه قيادة حماس الى مصر وان الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الى مصر خلال شهر آب الماضي طرح خلالها مع المجلس العسكري الاعلى في مصر امكانية نقل مقر قيادة حماس ولكن كان جواب القيادة المصرية خلال شهر ايلول برفض ذلك انطلاقاً من عدة ارتباطات، خشية من استفادة حماس من واقع الاخوان المسلمين في مصر، مما يعزز دورهما وقد يربك القيادة المصرية وكذلك سيعزز موقع حركة حماس في غزة واعطاء دورٍ في سيناء حيث تتوسع "إمارة حماس" من غزة مستفيدة من دور في سيناء.

كما ان القيادة المصرية لا تريد ان تدخل في عداوة مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي تعتقد بقدرته على البقاء في السلطة وامكانية تغلبه على ما يجري من احداث في سوريا.

وبعد ذلك طرحت امكانية نقل مقرات حماس الى الاردن، واعتبر بعض المراقبين ان زيارة مشعل الى العاصمة الاردنية تأتي في هذا الاطار، ولكن اوضح المسؤولون الاردنيون ان الزيارة انسانية، للاطمئنان على صحة والدته التي ادخلت الى المستشفى، لتكون الزيارة الثانية له بعد الزيارة الاولى للمشاركة في تشييع والده في العام 2009، بعد طرد السلطات الاردنية لقيادة حماس في العام 1999 - اي بعد عامين من نجاة مشعل من محاولة اغتياله من قبل "الموساد" الاسرائيلي في ايلول 1999.

ولكن مصادر فلسطينية كانت قد المحت الى ان الولايات المتحدة الاميركية مارست ضغوطاً على الملك الاردني عبد الله الثاني لنقل مقرات حماس الى عمان، وذلك بعد اصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على السير في تقديم طلب العضوية الدائمة لفلسطين في الامم المتحدة على الرغم من اعتراضات الرئيس الاميركي باراك اوباما وتهديده لعباس بمعاقبته اذا ما استمر في ذلك.

ومرد الخشية الاردنية الى عدم اعطاء دورٍ للاخوان المسلمين في الاردن مما يعزز وضعها داخل المملكة، ويقوي وضع حماس في الضفة الغربية بعدما احكمت سيطرتها على غزة.

واوضحت المصادر ان وجهة مشعل قد تكون مملكة البحرين، بعدما كان قد ذكر عن امكانية نقل مقر القيادة.