النهار
كشفت صحيفة "النهار" عزم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور التوجه الى ليبيا لاستجلاء قضية رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى السيد موسى الصدر الذي غيبه نظام العقيد معمر القذافي قبل 33 عاماً مع مرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
وذكر مصدر ديبلوماسي في قصر بسترس لـ"النهار" ان منصور يتكتم بشدة عما يحمل من معلومات عن الصدر سيبحث فيها مع المسؤولين في "المجلس الوطني الانتقالي" كي تكون المحادثات عملية وعلمية، بعدما أبدى رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل والرئيس التنفيذي له محمود جبريل استعداداً للتعاون الوثيق في سبيل كشف ملابسات القضية. وأكد المصدر ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يضع في أجندته زيارة طرابلس الغرب لفتح صفحة جديدة بين البلدين.
زيارة منصور هي الأولى لمسؤول حكومي لبناني للعاصمة الليبية بعد اخراج القذافي منها، وأول اتصال رسمي يجري مباشرة في الأرض الليبية لمعرفة مصير الإمام الصدر. وقد اختار أن ترافقه لجنة تتألف بناء لطلبه من سفير وقاض وضابط ليبحث كل منهم في مجاله مع نظرائهم الليبيين. ومن المقرر تحديد موعد زيارة منصور بعد عرضها على مجلس الوزراء.
ويرى مسؤولون ان انتهاء حكم القذافي سيكون فرصة مؤاتية لبناء علاقات ثابتة وقوية. وتنشيط العلاقات، وفقاً للوزير منصور لا يقتصر على الجانب الديبلوماسي بين البلدين فحسب، بل يتعداه الى العلاقات الاقتصادية والسياحية والمصرفية وتوظيف رؤوس أموال، الى الاستثمارات والعمالة وفتح سوق عمل متاحة لـ100 الف لبناني. ومن هنا السبب في ما اعلنه سليمان بعد استقباله عبد الجليل في نيويورك عن عقد لقاء بين مصرفيين لبنانيين وليبيين في بيروت في 24 تشرين الأول الجاري. وينقل منصور عن مندوب ليبيا في الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم مدى تقدير بلاده للدور الذي اضطلع به مندوب لبنان لدى مجلس الامن السفير نواف سلام يعاونه أفراد البعثة اثناء طرح قضية ليبيا على المجلس لانجاح الحركة التي اسقطت "القذافي الطاغية" وفق تعبيره. وكذلك تأكيده أن ما من دولة عربية، كان يمكن أن تؤدي الدور الذي أداه لبنان بتجرد ومن دون خلفيات لو قيض لها أن ترئس المجلس. وامتدح ما يتمتع به لبنان من ثقافة وحضارة وتطور مصرفي وحريات وممارسات ديموقراطية. ولم يخف شلقم ايضا ثناءه على دور الرهبان في عصر النهضة حفاظاً على اللغة العربية، اثناء ترؤس الرئيس نجيب ميقاتي جلسة لمندوبي الدول العربية المعتمدين لدى المنظمة الدولية.
وأوضح مسؤول بارز لـ"النهار" ان من فوائد سقوط حكم القذافي إعادة الدفء الى العلاقات بين بيروت وطرابلس الغرب، والاحتمال القوي لكشف مصير الامام الصدر الذي افتقده لبنان في احلك الظروف نظرا الى ما كان يتمتع به من تأثير في القرار الوطني وفي التعايش، ومن شخصية للحوار الوطني الهادىء والمثمر.