رأى النائب أحمد فتفت أنالربيع العربي يعبر عن تطور اجتماعي - سياسي حقيقي نحو الديمقراطية ويشكل الضمان لجميع مكونات المجتمع العربي نحو العيش المشترك الذي يشكل لبنان نموذجا فريدا له. غير أن لبنان هذا يعاني اليوم تداعيات جميع أزمات الشرق الأوسط بدءا من القضية الفلسطينية. فإسرائيل تحتل اليوم جزءا من الأراضي اللبنانية، ولسوء الحظ لم نكن مدعومين بالشكل الكافي من المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب عام 2006 من قرية الغجر ومن مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها 80 كيلومترا مربعا.
ومن ناحية أخرى، هناك محور تهيمن عليه إيران، يخطف القضايا الكبرى في المنطقة، ويمتد من إيران إلى سوريا، وقد تمكن من فرض وجود إيراني سياسي مسلح على شواطئ البحر الأبيض المتوسط".
النائب فتفت وفي كلمة له أمام مجموعة المشرق في البرلمان الأوروبي في بروكسل، اعتبر أن الدعم الحقيقي للبنان الديمقراطي أكثر من ضرورة لكي يبقى مثالا للنجاح، وليس أداة للابتزاز من إيران أو إسرائيل، والتي تحاول هذه الأخيرة افتعال نزاع جديد مع لبنان من خلال تحديد الحدود البحرية أحاديا والتعدي مسافة 840 كيلومترا على مياهنا.
أما بالنسبة لسوريا، فأكد الحرص على أفضل العلاقات الممكنة في الوقت الذي نرفض فيه أي تدخل في شؤوننا الداخلية، والعكس وبالعكس. لكن لا يمكنننا لأسباب إنسانية، اجتماعية، عائلية وأخرى، الاحتفاظ بالصمت بمواجهة القتل والدمار في هذا البلد الشقيق والجار. إن موقفنا من ثورة الشعب السوري قائم على مبدأ "لا للتدخل- لا لعدم المبالاة".
وشدد فتفت على ضرورة احترام جميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وخصوصا القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب عام 2006، والقرار 1757 الذي أنشأ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. إن تمسكنا بهذه المحكمة يهدف إلى وقف الإفلات من العقاب والاغتيالات السياسية لكي يبقى لبنان بلد الانفتاح والتسامح والاعتدال. نريد أن تستعيد الدولة السيدة مكانها في لبنان. الدولة والعدالة مرادفان للأمن والتطور لكل الشعب اللبناني. لسوء الحظ نعيش حاليا في ظل حكومة فرضتها ميليشيا حزب الله لكننا نصر على المحافظة على دورنا كمعارضة ديموقراطية وحرة".