مارون ناصيف
Tayyar.org
في تيار المستقبل مصطفى علوش عن صمته ويهاجم مباشرة في الإعلام الحليف الأول لرئيسه سعد الحريري، أي المملكة العربية السعودية ونظامها، متخطياً الخطوط الحمر للتيار الأزرق، من دون ان يصدر أي تعليق عن قيادة المستقبل، لأمر يستحق التوقف عنده لمعرفة خلفيات هذا الصمت وما إذا الموقف الحريري من هذا الخرق السياسي النوعي داخل التيار سيصدر أم أن حل هذه الأزمة سيكون عبر الصمت ومحاولات التوصل الى وجهات نظر متقاربة.
القريبون من مركز القرار داخل تيار المستقبل يعرفون جيداً أن القيادة الحالية فضّلت حصر إبداء الرأي في هذا الملف برئيس الحكومة السابق سعد الحريري وهو الغائب عن اللعبة السياسية اللبنانية منذ أن أسقط دستورياً من رئاسة الحكومة، ويغيب ايضاً حتى اللحظة عن هذا التطور اللافت في خطاب أحد أركان تياره السياسي. ويرى المطلعون أن السبب الرئيس لهذا الصمت يعود الى خوف التيار من أي خضة سياسية طرابلسية غير محتملة قد تنتج عن الموقف أو الإجراء بحق علوش كل ذلك قبل سنة ونيف من الإنتخابات النيابية المقبلة في العام 2013. فالحريرون يدركون تماماً أن وضعهم في عاصمة الشمال مختلف تماماً عما كان عليه سابقاً يوم كانت أموال نجيب ميقاتي ومؤسسات محمد الصفدي الخدماتية تُجيّر إنتخابياً لمصلحة لائحتهم، وهم يعرفون مدى خطورة أن يجتمع هذان الرجلان مع الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي الخصم الذي واجه هؤلاء منفرداً في العام 2009 من دون أن يتلقى إلا دعم العلويين، وبالتالي هم لا يريدون مزيداً من الخسارات في قلعتهم السياسية وعاصمة "السنة" في لبنان.
لكل ذلك، يجزم المطلعون أن تيار المستقبل لن يصدر موقفاً سلبياً من النائب السابق علوش، لا في بيانات كتلته النيابية ولا في مواقف نواب الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً وفي كل مرة يُسألون عن المواقف "العلوشية" يكون الجواب المتفق عليه "نحن في إنتظار موقف الشيخ سعد". حتى الأخير، وعلى رغم ما حكي في بعض وسائل الإعلام عن تأنيب داخلي وجهه الى علوش، فلن يكون له موقف حاسم ويتكل على المساعي التي يقوم بها أحد نوابه بتكليف مباشر منه، لتبريد الأجواء مع العضو القيادي في التيار، بعيداً كل البعد عن إثارة الموضوع في وسائل الإعلام لأن علوش هو من صقور تيار المستقبل والشارع الطرابلسي، وأياً يكن الموقف منه سيؤثر سلباً على القاعدة الجماهيرية وسيحظى على العطف اللازم منها خصوصاً ان ما قاله حيال المملكة السعودية مبدئي ويستطيع من خلاله أن يحرك مشاعر الحريريين في طرابلس.
لكل هذه الأسباب مضطر الشيخ سعد الى تحمّل مواقف علوش وما يمكن أن يفعله فقط هو الشرح للسعوديين أسباب صمته علهم يسامحونه ويقدرون وضعه السياسي المضطرب، وبما ان علوش لن يكون مضطراً الى التراجع فيمكن القول إنه إنتصر على قيادته وفرض عليها الموقف الذي يريد ما يرفع من رصيده الطرابلسي.