فيصل سلمان
المستقبل
من الطبيعي والضروري ان نتوقف لنتذكر حرب تشرين للعام 1973 ومن الانصاف التأكيد على انها مجيدة.
يأتي هذا التوصيف في سياق التأكيد على وطنية الجيوش العربية وإيمانها بقضاياها الوطنية والقومية في مواجهة عدو حضاري ووجودي.
كما يأتي التوصيف ذاته في سياق التأكيد على مدى التضحيات التي قدمتها الشعوب العربية او التي هي على استعداد لتقديمها.
من المؤسف استعادة الذكرى في الوقت الذي تعاني فيه بعض هذه الشعوب من قمع انظمتها التي لطالما صادرت إرادة هذه الشعوب وأسكتتها بحجة الاستعداد للمعركة.
منذ ما بعد الهزيمة الكبرى في العام 1948 تسلقت هذه الانظمة رقاب شعوبها وهي لم تكتف بذلك بل رسخت في اذهان البسطاء ان اي بديل عنها لا بد وان يكون سيئاً.
هكذا تراجعت الجماعة لصالح الشخص الزعيم الذي رعى انظمة مخابراتية وإعلامية لم تفرك غير الاكاذيب والمخاوف من احتمال ان يصاب الزعيم بالزكام الموسمي.
صبرت الشعوب وتحملت الاهانات والقمع ولكن الليل له آخر والرهانات على استكانتها سقطت مع سقوط الطغاة واهتزاز الهيبة في اكثر من بلد عربي.
كان على هذه الشعوب ان تنتظر حتى العام 2006 لتواجه العدو الاساسي فواجهته ولكن سرعان ما تناغمت الانظمة فطوقت فوهة البندقية التي استدارت الى الداخل لتصبح رقماً إضافياً من أرقام الانظمة.
حين يكون القرار صائباً لا مستحيل يقف في وجه الشعوب، وحين يكون القرار وطنياً لا يصمد عدو في وجه الجيوش العربية التي سرعان ما ستنضم الى شعوبها لمواجهة أعداء الداخل والخارج.