داني حداد
ساعات قليلة ويتلقّى اللبنانيّون الخبر العاجل: رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يستقبل في الرابية رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري. سيكون اللقاء الثاني بين الرجلين هذا العام، بعد اللقاء الذي تمّ بعيداً عن الأضواء في باريس منذ أشهر، وتفاجأ به حينها نوّاب عون بقدر مفاجأة عامة اللبنانيّين.
هي إذاً زيارة لـ "ردّ الزيارة السابقة" كما يصفها مطلعون عليها، وجرى التمهيد لها عبر اتصالاتٍ بعيدة عن الأضواء بين الرابية وبيت الوسط، وهي تأتي استكمالاً لخطّ التواصل بين الموقعين الذي شهد حركة لافتة ولو لم تنتج عنها بركة تتخطّى بعض الملفات الحكوميّة والتعيينات الإداريّة.
الحكومة شيء والرئاسة شيءٌ آخر. في الرئاسة تكمن المعضلة الأساسيّة التي سيتمحور حولها لقاء عون - الحريري المنتظر. ولكن، هل تعني هذه الزيارة احتمال موافقة الحريري على تسمية عون رئيساً؟
يؤكد مصدر مواكب للتحضير للزيارة على أنّ موافقة الحريري على تسمية عون ليست طرحاً وارداً في الوقت الحاضر، بل أنّ زعيم "المستقبل" العائد الى لبنان بعد غيابٍ طويل سيطلق، أثناء لقائه بعون، مبادرة رئاسيّة جديدة يتمّ حاليّاً وضع اللمسات الأخيرة عليها.
وإذ يتحفّظ المصدر عن إعطاء تفاصيل إضافيّة عن المبادرة، يشير الى أنّ مياه الاستحقاق الرئاسي الراكدة منذ فترة طويلة ستشهد بالتأكيد تحريكاً لها من قبل الحريري العائد، لافتاً الى أنّ الظروف الإقليميّة والداخليّة التي تسهّل الانتخاب باتت مؤمّنة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ويبقى الأساس حلّ عقدة ترشيح عون الذي لا بدّ أن يتحوّل من مرشّح أول الى ناخبٍ أول. وإلا سيمرّ الصيف ويتبعه خريف... بلا رئيس.