معالم المشهد السياسي، الضبابية وغير الواضحة، جرّاء الإنقسام السائد، بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، زاد في ضبابيتها، تأجيل رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، موقفه الحازم عن الماضي والحاضر والمستقبل، إلى الجمعية العمومية، المزمع عقدها، في نهاية الشهر الجاري·
وبانتظار الموعد، الذي ضربه جنبلاط، سينشغل الوسط السياسي، بكل مكوّناته، بما قد يعلنه "البيك"، في الثلاثين من الجاري، وعلى هذا الصعيد، تبدو قوى الثامن من آذار، الأكثر تشوّقا، لمعرفة ماذا يدور، في عقل حليفهم، لا سيّما وأنّ هذه القوى، تعرف أنّ خروج، رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي، من تحالف الثامن من آذار، سوف يقلب الطاولة، رأسا على عقب، وعلى هذا الصعيد، علمت صحيفة "اللواء"، أنّ قوى الثامن من آذار، كثّفت اتصالاتها، على خط كليمنصو، لاستمزاج حقيقة الموقف، الذي سوف يطلقه جنبلاط، دون أن تحصل، على إجابة شافية، حول ماهيّة طروحاته المستقبلية·
والسؤال، أين سيكون جنبلاط، بعد الثلاثين من تشرين الأول؟ هل سيعود إلى كنف الرابع عشر من آذار؟ أم سوف يبقى في الثامن من آذار؟ كل الإحتمالات واردة، وعلى هذا الصعيد، يشير مصدر سياسي مطلع لـ "اللواء"، إلى أنّ "العلاقة، بين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وقوى الثامن من آذار من جهة، وسوريا من جهة أخرى، ليست على ما يرام في الآونة الأخيرة، جرّاء موقف جنبلاط المؤيّد للثورة السورية، الذي كان سببا كافيا، لانقطاع اللقاءات، بين جنبلاط والرئيس السوري بشّار الأسد، وبين جنبلاط والسيّد حسن نصرالله المولج في هذه الفترة، وبتكليف من الأسد مباشرة، إدارة الملف اللبناني، عوضا عن النظام السوري، الغارق في دوامة العنف منذ أكثر من ستة أشهر"·
وعلى الرغم، من تشخيص المصدر للعلاقة، بين جنبلاط و قوى الثامن من آذار، يرى أنّ "موقف جنبلاط، لن يلحظ، قطع العلاقة مع الثامن من آذار، خصوصا وأنّ المشهد السوري، لا يزال غير واضح المعالم، وقد يحسم في نهاية المطاف، لمصلحة النظام، لكن هذا لن يمنع "البيك"، من وضع النقاط على الحروف، والتهديد بالانسحاب، من التحالف الوزاري، في حال تشبث حلفائه في الحكومة، على موقفهم الرافض للمحكمة الدولية"·
في المقابل، لا يخفي الإشتراكيون، وجود بوادر تغييرية، في خطاب "أبو تيمور"، تتماشى مع التطورات، التي تمر فيها المنطقة العربية، ووفق المعلومات المتوافرة لـ "اللواء"، فإنّ الحزب، سوف يشهد "نفضة"، على صعيد المواقع الحزبية، بحيث يكون للشباب حصة الأسد· هذا على المستوى التنظيمي، أما على المستوى السياسي، فإنّ جنبلاط، سوف يعيد التذكير، بثوابت الحزب العروبية، والداعمة للمقاومة، والرافضة للإستعمار، والمؤيّدة للإستقلال، دون نسيان القضية الفلسطينية· ووفق المعلومات أيضا، فإنّ مواقف جنبلاط، سوف تستند إلى قراءته للمتغيّرات، الحاصلة على الصعيدين الداخلي والخارجي·
وعلى هذا الصعيد، يشير نائب رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي، دريد ياغي لـ "اللواء" إلى أنّ "مواقف جنبلاط، سوف تتمحور، حول مسائل داخلية وخارجية عديدة، من بينها المحكمة الدولية، والثورات العربية>، لافتا إلى وجود تغييرات جذرية، على صعيد البنية التنظيمية، داخل الحزب التقدّمي الإشتراكي، نافيا وجود حرس قديم وحرس جديد داخل الحزب·
ياغي الذي لا يتوانى، عن توجيه التقدير، لبعض الرفاق القدامى، يشير إلى أنّ "أي حزب، إذا لم يتجدد "بجنزر وبينتهي"، ومن هذا المنطلق، لا نستطيع، التوقّف حيث بدأنا، ولذلك لا بد، في ظل ثورات الشباب العربي، أن لا ندفع نحو التغيير، داخل الحزب التقدّمي الإشتراكي، وإعطاء فرصة أكبر للشباب، لقيادة مسيرة الحزب"·
ويشدد ياغي، على أنّ "ثوابت الحزب التقدّمي الإشتراكي واضحة، ويوما لم نتزحزح عنها، لكن في المقابل، لا يمكننا دفن رأسنا في الرمل، وعدم قراءة المجريات الحاصلة، في المنطقة العربية."
ولدى سؤال ياغي، عن عودة محتملة، للحزب التقدمي الإشتراكي، إلى الرابع عشر من آذار، يكتفي بالقول: "هذا الموضوع يحدده رئيس الحزب، الذي سوف يقدّم تقريرا سياسيا، في الجمعية العمومية، سوف يوضّح من خلاله جميع الأمور."
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك