ذكرت صحيفة "السفير" ما كشفه مصدر معني واسع الاطلاع لـ "السفير" أنه "كلما تكثفت جهود الاجهزة الامنية والعسكرية المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، في سبيل ضبط الوضع الامني في الداخل وعلى الحدود، لا سيما مع سوريا شرقاً وشمالاً، كلما عمد العابثون بالامن الوطني الى البحث عن سبل جديدة لاشغال الاجهزة العسكرية والامنية بتطورات أمنية، لتسهيل عملية الربط الامني بين الوضعين السوري واللبناني".
وأضاف المصدر "أن الجيش والقوى الامنية حققت تقدماً كبيراً في عمليات ضبط الحدود اللبنانية مع سوريا برغم ضعف الامكانات التقنية، وبما أزعج الجهات والمجموعات التي تقوم بعمليات تهريب السلاح الى الداخل السوري عبر الحدود"، واشار الى أن التنسيق الأمني اللبناني ـ السوري يحقق نتائج جيدة، فالخناق يضيق على كل من يحاول الاستمرار في عمليات التهريب عبر الحدود، الامر الذي دفع بالجهات المتضررة للبحث عن ساحة أخرى لاشغال الجيش والقوى الامنية، بغية كسب مساحة زمنية لتمرير كميات من السلاح والذخائر الى سوريا".
ورأى المصدر أن التركيز الارهابي عاد الى ساحة الجنوب لا سيما المنطقة الحدودية وسط معلومات عن استعداد جهات أصولية مرتبطة بتنظيم "القاعدة" لاستغلال الوضع الراهن، والقيام بعمليات إطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه فلسطين المحتلة او عبر استهداف "اليونيفيل" لتخفيف الضغط عن هذه المجموعات عند الحدود مع سوريا".
وكشف المصدر أيضا "أن إرهابياً موصوفاً من دولة خليجية كبرى وملقب بـ"أبو جعفر"، ويحمل هوية فلسطينية مزورة باسم (ع.ن.) دخل الى أحد المخيمات في الجنوب بتاريخ 23/9/2011 وهو متخصص بإطلاق الصواريخ وقد عمد مؤخراً الى التواصل مع تاجر أسلحة معروف في البقاع، وطلب منه الاسراع في تأمين عدد من الصواريخ وإيصالها الى مكان قريب من الحدود الجنوبية تمهيداً لإطلاقها باتجاه فلسطين المحتلة"، وقال المصدر المعني أن هذا الامر "قيد المتابعة الدقيقة والحثيثة من قبل الأمن اللبناني وبالتنسيق مع بعض الجهات الفلسطينية".
وتابع المصدر أن المسؤول في تنظيم "فتح الاسلام" عبد الغني جوهر، المسؤول عن كل التفجيرات الارهابية التي استهدفت الجيش اللبناني والمطلوب الرقم واحد في هذا التنظيم، طلب من (ن. ع.) شقيق (و. ع.) المتهم الرئيسي بخطف الاستونيين السبعة، خرائط للشريط الحدودي والمنطقة المحيطة لتقديمها الى الخليجي الملقب "أبو جعفر".
واشار المصدر الى أن ذلك "ترافق مع دخول اشخاص من جنسيات معينة لا سيما الجنسية الافغانية الى لبنان ومعظمهم في دائرة الشبهة، وهم يتنقلون حاليا بين بيروت والشمال حيث سبق وصولهم الى لبنان تأمين حجوزات لهم في أحد فنادق بيروت. وفي الوقت ذاته، في أحد الفنادق المعروفة في الشمال، وهؤلاء الاشخاص يمكثون لأشهر ويغادرون ثم يعودون الى لبنان، وهناك متابعة أمنية أظهرت ارتباطاتهم المشبوهة".
ولفت المصدر الانتباه الى "تزامن ذلك أيضاً مع حركة تحويلات مالية الى لبنان لاشخاص معروفي الانتماء والاتجاه وبعض الاموال وصل عبر البريد السريع لتجنب دخوله عبر المصارف ولإبعاد الشبهة عن الجهات المرسلة أو تلك التي تصل اليها، إذ تمكنت مصلحة الجمارك مؤخراً من توقيف (أ.أ) من مواليد صيدا (26 سنة) وهو موظف في مؤسسة دينية رسمية، ويقطن في صيدا، وتحديدا في محلة عبرا، وذلك بسبب وصول طرد بريدي اليه يحتوي على مبالغ كبيرة بالعملة الاوروبية، وزعم الموقوف أن هذه الاموال قادمة من البرازيل عن طريق جنوب افريقيا ثم دبي وأخيراً الى بيروت عبر شركة بريد سريع وهي مرسلة من شخص يدعى (م.ع.) الموجود في البرازيل، وزعم أنها لشراء شقة سكنية للأخير في صيدا. علماً أن المذكور هو من منطقة الشمال وتبين أنه جرى التعارف بينهما في أحد مساجد مدينة صيدا".
وقال المصدر إن ارسال الاموال بهذه الطريقة "يثير الريبة كما أن خلفية الاشخاص الدينية الذين يصلهم المال، تثير الشك أيضاً لجهة أن يكونوا تابعين لمنظمات ارهابــية، وطريقة ارسال الاموال تطرح علامة استفهام كبرى، إذ أن المعطيات تؤكد بأنها ليست المرة الاولى التي تصل فيها أموال من الخارج عبر هذه الطريقة، لاستخدامها في عمليات ارهابية على الارض اللبنانية".
وختم المصدر أن الهدف واضح وهو إحداث وضع أمني متوتر في الجنوب عند الحدود مع فلسطين المحتلة ومع "اليونيفيل" لإلهاء الجيش والقوى الامنية عن مهامها، بعدما أدت الاجراءات المتخذة الى الحد من استباحة الحدود والعبث بالامن السوري واللبناني معا، إلا أن الاجهزة المعنية تتنبه لذلك وهناك إجراءات احترازية متخذة وفق خطة تنسيق بين مختلف الاجهزة لإجهاض أي محاولة لزعزعة الاستقرار الامني، لا سيما محاولة توتير الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية عبر استخدامها منطلقاً لعمليات ارهابية، وهذا ما يجري التنسيق حوله مع الفصائل الفلسطينية التي أبدت تجاوبا كبيرا مع المساعي الأمنية اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك