ذكرت صحيفة "السفير" ان البطريرك الماروني بشارة الراعي طوى صفحة "المحطة السياسية" من جولته الأميركية واعتمر قبعة "الكاوبوي" رمز الشجاعة والشهامة بوصوله الى تكساس ثاني أكبر ولاية أميركية بعد ألاسكا غير المأهولة.
في لقائه الطويل مع وزير النقل الأميركي اللبناني الأصل راي لحود في بيوريا أدلى الراعي بدلوه "من دون أي رسائل متبادلة بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما، ففي النهاية البطريرك يقول مواقفه في العلن والوزير لحود هو عضو في الحكومة الأميركية وإذا كان لا بد من رسائل فقد وصلت"، على ما يقول أحد المطارنة المشاركين في الجولة، فضلا عن حضور أعضاء من الكونغرس الأميركي في كل محطة تقريباً وإلقائهم كلمات الترحيب وتقديمهم للبطريرك الماروني رسائل التكريم وعلم الولايات المتحدة.
"لولا الكنيسة لما كان باستطاعتنا الاستمرار في العيش هنا" يقول أحد المغتربين المسلمين. فالكنيسة المارونية في هيوستن تجمع المغتربين اللبنانيين من موارنة وأرثوذكس وكاثوليك وسنة وشيعة ودروز فتحثهم على إقامة نشاطات التواصل وإحياء التراث كـ"ترويقة الأحد والمناقيش عـ"الصاج" أو تنظيم "العشاء القروي" كل عام حيث يجتمع أكثر من ألف لبناني. إنها "بيت كل لبناني وعربي" على ما قال نجاد عصام فارس خلال إقامته حفل استقبال للبطريرك في دارته في هيوستن حضره حشد من الجالية اللبنانية وتقدمه عضو الكونغرس الأميركي روبن هينو جوزا ومتروبوليت الروم الأرثوذكس في المكسيك المطران أنطوان الشدراوي. وتوجه فارس الى زائره الكبير بالقول "إن البطريرك الماروني ليس فقط القائد الروحي للموارنة وإنما أيضا الحامي السياسي لجميع المسيحيين في الشرق الأوسط. وخلال هذه الأوقات الصعبة إن دوره أهم من أي وقت مضى وإن قيادته الحكيمة تبث فينا السكينة بالإضافة الى إدراكه الشخصي لكل مفاصل المجتمع اللبناني والشرق أوسطي".
"إنه بيت بطريركي ما دام البطريرك صفير زاره في الماضي وأنا أزوره اليوم" قال الراعي مضيفا بضحكة: "والدليل ان ابنكم الصغير استقبلني عند الباب قائلا لي "أهلا بالبابا". ومتوجها الى فارس قائلا "هذا يدفعني الى القول بأنني ماروني أرثوذكسي وأنت أرثوذكسي ماروني وليس بالكلام فقط وإنما هذه هي ميزة لبنان التعددي وغناه بمسيحييه ومسلميه". وأمام الحضور الاغترابي للولاية التي تعد معقل الاغتراب اللبناني المختلط، حيا احترام هؤلاء وإخلاصهم لهذا البلد الذي احتضنهم. وجدد نداءه الى الأسرة الدولية وفي مقدمها أميركا بأن "لا تقولوا عنا أقلية ولا تقيسونا بالنفط وإنما بقيمتنا ودورنا في هذا الشرق الذي وجدنا فيه منذ السيد المسيح".
استهلالية الراعي من هيوستن كانت مع الشبيبة و"لقاء الرجاء" على ما يحلو له الوصف. وفي أيديهم قرأ الوزنات الثلاث: أميركا الولادة، الكنيسة العبادة ولبنان الجذور. ودعاهم الى أن يحافظوا على جذورهم كونهم أغصانا في شجرة اسمها لبنان تفرعت الى العالم أجمع. وأما كنيسة سيدة الأرز التي غصت باللبنانيين والعرب الآتين من الأردن وسوريا وفلسطين والعراق... فرفع الراعي الصلاة من أجل الشعوب المقهورة ومجددا من أجل مسيحيي مصر لكي "يلهم الله الضمائر والدول المسؤولة عن وقوع مثل هذه الأحداث لكي تتحقق ولادة أوطان جديدة".
الراعي يواصل جولته الراعوية وينتقل الى سانت أنطونيو ضمن تكساس ومنها الى "لبنان المصغر" لوس أنجلوس.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك