لفت مرجع بارز في المعارضة في حديث لـ"النهار" الى أن "المشهد الحكومي المتعثر وفق معادلة محكومة بحاجة كل فريق الى الآخر، فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يهدد بالاستقالة ويبني نظريته على قاعدة ان استمرار الحكومة أهم بالنسبة الى "حزب الله" من المحكمة، وهو لن يفرط بها من اجل المحكمة"، مضيفا أن "الحزب يراهن على ان ميقاتي لا يجرؤ على الاستقالة وان هدد بها، وقد بدأ الحزب يحشره في الزاوية أكثر فأكثر مع اقتراب ساعة الاستحقاق، وليست تجربة ملف الاجور الا عينة من الضغوط المتنامية على رئيس الحكومة حيال مواقفه المتشددة من المحكمة".
وعزا المرجع عينه الامر الى عاملين خارجيين، أولهما الفيتو الروسي على القرار الدولي ضد سوريا الذي وجد فيه النظام السوري فسحة مريحة تتيح له استكمال احكام قبضته بالنار على الحركة الاعتراضية لديه، والثاني الاضطرابات المستجدة في المملكة العربية السعودية التي يأمل منها دفع المملكة الى اعادة النظر في موقفها المتشدد من سوريا".
واعتبر أن "الفيتو الروسي لم يكن لحماية نظام يقمع شعبه، وانما محطة في وجه الولايات المتحدة لاعادة تموضع روسي في المنطقة، وما كلام الاخير للرئيس الروسي الا بداية التحول نحو ملاقاة الموقف الدولي بقطع النظر عن الفيتو"، لافتا الى أن "الرهان على تراجع سعودي فهو ايضاً خاطىء لأن اي اختراق امني للمملكة سيدفعها الى مزيد من التشدد وليس العكس لأن الامر لا يتوقف فقط على سوريا وانما على الموقع الذي تمثله المملكة في توازن القوى الاقليمي".
لا يرى المرجع البارز في المعارضة ان "في استقبالات الرئيس السوري بشار الاسد لشخصيات لبنانية رسائل الى لبنان وانما الى الداخل السوري السني بهدف القول ان لدى النظام حلفاء من الطائفة في لبنان. لكنه يستطرد معلقا على ذلك المشهد: "عندما رأيت صورة الرئيس سليم الحص الى جانب الرئيس الاسد حزنت على الرئيس الحص، وعندما رأيت صورة الاخير والى جانبه عبد الرحيم مراد وكمال شاتيلا ومصطفى حمدان، حزنت على الرئيس الاسد!" مبديا أسفه لاستمرار البعض بقراءة المتغيرات في العالم والمنطقة بـ"كتاب قديم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك