كشفت مصادر أميركية لـ"الراي" الكويتية أن عملية الاغتيال التي أعدت من قبل الحرس الثوري الايراني لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجيبر، كانت تشبه الى حد بعيد عملية إغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وفي التفاصيل الواردة في نص الادعاء الذي قدمه وزير العدل الاميركي إريك هولدر، أن أحد المخبرين الذين يعملون لمصلحة الـ"أف.بي.أي" داخل كارتيل المخدرات المكسيكي الذي يقوم بتهريب هذه المواد الى داخل الولايات المتحدة، إتصل بالمسؤولين الاميركيين لإبلاغهم أن الاميركي من أصل إيراني منصور عربسيار حاول أن يؤجر خدماته لتنفيذ عملية إغتيال الجبير مقابل مبلغ مالي مقداره مليون ونصف مليون دولار.
وقام عربسيار بتحويل دفعة أولى بلغت 100 الف دولار الى المخبر المكسيكي، من مصرف غير إيراني الى حساب المخبر في الولايات المتحدة.
ورجح خبراء أميركيون أن يكون المصرف، الذي رفض القرار الاتهامي تحديد مكانه، "إما إماراتياً أو لبنانياً".
القاتل المأجور المزعوم طلب إثر ذلك من عربسيار ضمانات بتسديد المبلغ كاملاً بعد الإغتيال، فقال الأخير أنه سيحضر الى المكسيك ويقيم فيها تحت رحمة كارتيل المخدرات حتى تتم تنفيذ العملية، ثم يسدد هو باقي المبلغ.
ووعد عربسيار العميل، حسب القرار الوارد في 21 صفحة، بتأمين كميات كبيرة من الافيون من إيران الى المكسيك.
ثم طار عربسيار من طهران الى العاصمة المكسيكية عن طريق المانيا، وعندما وصل وجهته النهائية، رفضت السلطات المكسيكية ادخاله، فإستقل طائرة أخرى الى مطار كينيدي في نيويورك حيث تم القاء القبض عليه في 29 أيلول بموجب مذكرة قضائية أميركية تم إعدادها سلفا، ووجدت في حوزته جوازين أميركي وإيراني، و 3900 دولار نقدا، وتذكرة عودة من المكسيك الى طهران تاريخها في تشرين الاول.
على اثر اعتقاله، وافق عربسيار على التعاون مع التحقيق، وقام، بطلب من المحققين، بالاتصال مرتين بمن يدعي انه "ابن عمه"، المسؤول في "الحرس الثوري" علي غلام شكوري، كانت الاخيرة حسب المصادر الاميركية في 4 تشرين الاول. وكان شكوري طلب من عربسيار تأجير خدمات القاتل المكسيكي في ربيع 2011 اثناء جلسة عقدها الاثنان في ايران. وعمل المحققون على تسجيل الحديث بين الرجلين، ليتوصلا الى نتيجة مفادها ان خطة اغتيال الجبير اشرف عليها شكوري بموافقة من مسؤولين ايرانيين رفيعين، قالت المصادر الاميركية ان احدهم هو مسؤول "فيلق القدس" في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، الذي يعمل بأوامر مباشرة من مرشد الثورة على خامنئي.
وتعتقد المصادر الاميركية ان سليماني يشرف على "العمليات الخارجية" للحرس الثوري، وسبق للمسؤولين الاميركيين ان اتهموه بالاشراف على اعمال العنف في العراق، وبالمحاولة بالتلاعب بالانتخابات العراقية الاخيرة على اثر عقد اجتماعات مع السياسي احمد الجلبي ومسؤول لجنة اجتثاث البعث، الذي تم اغتياله فيما بعد، علي اللامي. كما يعتقد الاميركيون ان سليماني يعمل على تنسيق العلاقة الايرانية مع "حزب الله" اللبناني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك