لم تكن زيارة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون الى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو مفاجئة. سبق أن تسرّب الأمر الى وسائل الإعلام منذ أيّام، تحت عنوان "ردّ الزيارة" التي قام بها جنبلاط الى الرابية.
وإذا كانت الخلافات السياسيّة التي تبعد الرجلين عن بعضهما البعض كثيرة ومزمنة، خصوصاً أنّهما سبق أن هاجما بعضهما بضراوة شديدة عبر الإعلام، إلا أنّ السياسة تحكمها المصالح، وليس غريباً أن يتحوّل خصوم الأمس، فجأة، الى حلفاء اليوم.
أما لجهة المواقف التي أعلنت عقب اللقاء، فقد جدّد عون رفضه التمديد للمجلس النيابي، مشيراً إلى أنّ زيارته لجنبلاط تهدف إلى تثبيت الوحدة الوطنيّة وكيفيّة مواجهة الأخطار.
ورأى أنّ وجهات النظر متطابقة والتنسيق مستمر.
وأكد جنبلاط أنّه مقتنع بالحيثيّة الوطنيّة للجنرال بالترشح للرئاسة، مشدّداً في الوقت ذاته أنّه لم يتمّ مناقشة هذا الموضوع خلال اللقاء، ومتمنياً أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها.
ورأى جنبلاط أنّ الحرب على "الدولة الإسلامية في العراق والشام" "داعش" يجب أن تشمل مختلف الأفرقاء والدول المعنيّة وأن تكون تحت الفصل السابع، في تلميح لرفضه استبعاد سوريا وإيران عن التحالف الدولي لمواجهة التنظيم، وهو موقف متقدّم لجنبلاط الذي يواصل استدارته السياسيّة التي بدأها منذ أسابيع.
وإذا كان جنبلاط، حين زار عون، حمل معه كتاباً هديّة، كعادته، فإنّ عون حمل معه أيضاً كتاباً يحمل توقيعه، هو "رؤيتي للبنان" الذي كتبه بالفرنسيّة ثمّ تمّت ترجمته وإصداره باللغة العربيّة في العام 2007، ووقّعه في الرابية في 3 تشرين الثاني منه.
فهل سيقرأ جنبلاط في كتاب عون، الورقي والسياسي؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك