يبدو تيّار المستقبل الأكثر انسجاماً مع نفسه في موقفه من الانتخابات النيابيّة. ما يقوله في السرّ يقوله في العلن أيضاً. موعد الانتخابات النيابيّة يجب أن يكون، برأي التيّار الأزرق، بعد الانتخابات الرئاسيّة وتشكيل حكومة جديدة. هو يجاهر بأنّه مع التمديد للمجلس النيابي. يكفي هذا الامر ليشكّل حرجاً كبيراً لحلفائه، خصوصاً المسيحيّين.
رئاسة الجمهوريّة أولاً. هذا ما يشدّد عليه رئيس تكتل لبنان أولاً سعد الحريري. حتى الآن يبدو الموقف طبيعيّاً. ولكن، حين يُضاف إليه التصريح بأنّه يجب التمديد للمجلس النيابي، على الرغم من أنّ هذا المجلس لم يحقّق إنجازاً يتيماً على الأقل، فإنّ الأمر يدعو الى إحراج حلفائه المسيحيّين بالتأكيد. في الأمس قالها الحريري بصراحة: "ببساطة لن نشارك في الانتخابات النيابيّة قبل انتخاب رئيس للجمهورية". واضاف: "ليتفضّلوا الى إنهاء الفراغ في الرئاسة، ونحن على استعداد لأيّ استحقاق آخر. خلاف ذلك، هناك رهان على المجهول وربما السقوط في الفراغ التام".
في المقابل، تؤكد مصادر في حزبَي الكتائب اللبنانيّة والقوات اللبنانيّة على أنّ نوّابهما لن يصوّتا لصالح التمديد للمجلس النيابي. وتعترف هذه المصادر بأنّها لن تترك للعماد ميشال عون فرصة استغلال التمديد للمجلس النيابي والمزايدة في هذا المجال، ولذلك ستستمرّ في معارضتها للتمديد حتى النهاية.
في المقابل، يشير نائب بيروتي في تيّار المستقبل الى المواقف الرافضة للتمديد، معتبراً بأنّها حفلة مزايدات يشارك فيها أكثر من فريق، داعياً الجميع الى التوجّه نحو الانتخابات الرئاسيّة، وبعدها يكون الامر متاحاً للبحث في قانون الانتخاب وإجرائها.
وردّاً على سال حول ما إذا كان "المستقبل" سيطلب من حلفائه التصويت لصالح التمديد، ذكر النائب بأنّ الأمر لم يبحث حتى الآن، بل ما يزال البحث يدور حول فرص التمديد وثمنه، ولم ينتقل الى قراءة موازين القوى، كاشفاً عن أنّه يقدّر ما سيشعر به المسيحيّون من حرج، خصوصاً أنّ لا إجماع مسيحي على هذا الموقف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك