هو أتى وفي جعبته الكثير الكثير، خصوصا امام ما تختزنه الساحتين الداخلية والاقليمية من نزاعات وتطورات لا تنبئ خيرا. والبداية كانت من الملف السوري واتصاله بلبنان حيث أشار إلى أن اللواء أشرف ريفي قدم معطيات خطرة بالنسبة لقضية خطف العيسمي، وانه "من غير المسموح أن يكون مسؤول بحجم ريفي يملك هكذا معلومات والقضاء لا يتحرك"، واصفا في هذا الإطار تعاطي الحكومة تجاه الخروق السورية للحدود مع لبنان بالأمر المعيب.
ورأى الجميل أن "المحكمة العسكرية من المفترض الا تكون قائمة في الاساس لاسيما في ظل احكام استنسابية ووجود مكتب لحزب الله داخلها"، وكشف ان "حزب الله لديه مندوبين داخل المحكمة العسكرية"، مستغربا كيف أن قاتل سامر حنا حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 10 أشهر فقط.
وفي موضوع اختطاف جوزيف صادر، أشار إلى أن الدورية اضاعت الفان الذي خطف صادر عندما وصل الى الضاحية، وشدد على ضرورة عدم السماح بتكرار مثل هذه الحوادث، مشيرا إلى ان "سلاح حزب الله كان عقبة أساسية في مسيرتنا لبناء الدولة".
من جهة اخرى، طالب الجميل بمحاكمة حبيب الشرتوني المتهم بقتل الرئيس بشير الجميل، مؤكدا أنه مجرم هربه السوريون، ومتعبرا أن الدولة غير قادرة على كل المستويات ان تلبي طموحات اللبنانيين.
وعن علاقته بحلفائه، أوضح الجميل في حديث لبرنامج "بموضوعية" أن "علاقته بالحريري جيدة جدا ولكن عليه العودة من الخارج"، وأضاف "حذرنا طويلا 14 آذار من أن التعاطي مع سلاح حزب الله لا يتم بهذه الطريقة لأنها سنخسر كل شيء وبالفعل هذا ما حصل"، واعتبر أنه كان هناك تقصير من بعض الحلفاء داخل الحكومات السابقة، غير أن عاد وأوضح أن مبادئ 14 آذار بشأن السيادة والحكومة وغيرها تجمعنا بالحلفاء.
وفي ما يخص زيادة الاجور، رأى الجميل ان ما حصل "خطر جدا خصوصا أن الحكومة لم تضع خطة لدرس الموضوع ولم ترفقها بسلة من التدابير من اجل تحصين الوضع الاقتصادي ومراقبة الاسعار، وأشار في السياق نفسه الى ان زيادة الـ 2% على الـ TVA ترفع نسبة الفقر إلى 34 % في وقت تبرعت الدولة اللبنانية لهاييتي بمساعدات بقيمة نصف مليون دولار وتبلغ كلفة الطائرة التي أرسلت إلى هناك 700 مليون ليرة، مشيرا إلى ان كهرباء لبنان تكلف الدولة اللبنانية مليار دولار.
ومن لبنان إلى "الربيع العربي"، حيث رأى ان "الديكتاتورية ليست الحل للمسيحيين او لغير المسيحيين" لأنها ستمنعهم من ممارسة دورهم، كما اعتبر ان البطريرك الراعي "دق الجرس" بالنسبة لمسيحيي الشرق، مضيفا "ندعم بشكل مطلق حركة الشعوب بتقرير مصيرها ونشوء ديمقراطيات ولكن في الوقت نفسه نضع الاصبع على الجرح فمسيحيو العراق مثلا بحاجة الى حماية لانهم يذبحون".
ومنها إلى المحكمة الدولية، الموضوع الأكثر إشكالية في الوقت الراهن، حيث اعتبر الجميل أن "هذه الحكومة أتت لاستهداف المحكمة، وأن الرئيس ميقاتي ليس هو من شكل الحكومة إنما الكتل الثلاثة ( حزب الله , التيار الوطني الحر , وأمل) هي التي شكلت الحكومة وهي التي ستقرر تمويل المحكمة ام لا"، مضيفا "لقد شجعنا الرئيس ميقاتي على الاستقالةإذا فرض عليه ملف عدم التمويل من قبل الكتل الثلاثة إذ إن موضوع المحكمة الدولية يمس كرامة الناس وحزب الكتائب وهو غير قابل للتنازل".
وفي ما يخص مواقف البطريرك، أوضح الجميل انه "طلب المحافظة على بكركي التي هي مرجعيتنا الأساس" كما انه التقى البطريرك الراعي في بكركي وتناقش معه، مشيرا إلى انه لم تتم دعوة الكتائب إلى لقاء سيدة الجبل كما "لن نشارك فيه لأننا لم نشارك في اعداده"، بحسب قوله.
إلى ذلك، دعا الجميل إلى بناء نظام جديد يضمن حقوق الجماعات، وضمن اللامركزية التي تعزز المحاسبة وتؤمن الطمأنينة للمواطنين "إذ لا يمكننا أن نكمل العيش في دولة "مزرعة" ، داعيا إلى تحييد لبنان عن الصراعات العبثية التي لا توافق لبناني عليها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك