من الصعب استدراج بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم الى موقف من تطورات الاوضاع في سوريا، فالامور بالنسبة اليه "واضحة جداً" ويردد بصوته الهادئ: "نحن لا نميز بين مسلم ومسيحي وعلوي ودرزي، ونريد ان نعيش بكرامتنا مع الجميع كما كان الامر منذ مئات السنين". والمسألة في رأيه ليست في ان المسيحيين يخشون التغيير ام لا، "بل الاصح انها تتصل بالمستقبل الغامض وماذا يخبئه للمسيحيين وغيرهم". واستطراداً يرفض هزيم مقولة ان المسيحيين هم مع الديكتاتوريات او غيرها، بل يؤكد انهم يقفون الى جانب فكرة العيش كمواطنين احرار متساوين في الحقوق والواجبات، لا ان يواجهوا مصيراً مشابهاً لما يجري في مصر والعراق.
كلام بطريرك انطاكية وسائر المشرق لصحيفة "النهار" لا يخرج عن الثوابت التاريخية التي يتمسك بتكرارها، وعنوانها: "نحن الاصيلون في الشرق والآخرون ضيوف علينا"، واذ يشدد على "خصوصية سوريا ولبنان وتمايزهما عن دول الشرق الاوسط الاخرى" يعود ليؤيد كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قائلاً: "من حق بكركي ان تطرح اسئلة وعلامات استفهام عن المستقبل، فالغرب لا يكترث سوى لمصالحه، في حين اننا نريد العيش في بلادنا وارضنا دون تمييز بين اكثرية واقلية بل كمواطنين نتمتع بحقوقنا ونؤدي واجباتنا سواء أكنا مسلمين ام مسيحيين(...)".
عند بطريرك الارثوذكس كل الامور تبدأ وتنتهي لخير كل ابناء الوطن و"الخير والحق والسلام دون تمييز بين اكثرية واقلية"، وهي لازمة كررها عقب انتهاء "القمة الارثوذكسية المصغرة"، التي عقدت امس في ضيافة مطران بيروت الياس عودة والتي ضمته مع البطريرك هزيم وكل من الوزيرين السابقين فؤاد بطرس وطارق متري حيث جرى البحث في امور كنسية ووطنية وللتأكيد على مرجعية مطران بيروت "الذي يمثلنا ويتكلم بإسمنا"، كما قال هزيم. وخرج بعدها بطرس لينفي بأسلوبه وجود هواجس ارثوذكسية، موضحاً للسائل انها كلمة لا تنطبق على الواقع، "بل الاصح ان هناك تمايزاً وتعدداً في الآراء، وهذا ما يدل على حيوية الارثوذكس واستقلالية شخصياتهم".
وعما اذا تطرقت القمة الى قانون الانتخاب الجديد والمشاريع المقترحة، اوضح بطرس: "تكلمنا بصورة عامة في الخطوط الكبرى". وعن المشروع الذي قدمه وزير الداخلية، اكد انه لم يدرس مشروع الوزير مروان شربل، والامور بحاجة الى "القليل من التروي والبحث ومتابعة هذه المواضيع بحد ادنى من التجرد على الصعيد الشخصي".
ورداً على سؤال عن مشروع قانون الانتخاب لـ"اللقاء الارثوذكسي"، قال انه ليس في حال نفسية تسمح له بالنظر في هذه الامور بطريقة مجردة.
اما في شأن مواقف البطريرك الراعي الاخيرة ووضع المسيحيين، فاعتبر بطرس "ان لدى البطريرك الماروني اسلوبا جديدا وغير معتاد وهناك من يؤيده ومن هو ضده، ونحن نرى ان اوضاع البلد لا تسمح بأن يتخذ الارثوذكس كطائفة موقفاً من هذا الامر لانه لا يسهل التفاهم والامور بحاجة الى بعد نظر وتجرد وكل شيء في وقته".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك