قصة خطف المواطن السوري جاسم جاسم وشقيقيه، علي مرعي الجاسم وشبيب مرعي جاسم من داخل مخفر بعبدا بدأت فصولها عندما سيق جاسم من مكان عمله في الحازمية في 23 شباط 2011 على يد عناصر من إستخبارات الجيش بتهمة توزيع منشورات تتعلق بدعوى الى الاعتصام أمام السفارة السورية في بيروت احتجاجا على ممارسات النظام، بعد التحقيق معه سلم جاسم في اليوم التالي مساء إلى مخفر بعبدا، حيث أمر النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي سامر ليشع وبعد مراجعة القضية بتوقيف جاسم لبضع ساعات في مخفر بعبدا وإخلاء سبيله عند منتصف الليل بسند إقامة وسمح له الاتصال بعائلته وإبلاغها الحضور لتسلمه بعد الإفراج عنه.
انتهى ارتباط السلطات اللبنانية بمصير جاسم عند هذا الحدّ، إلا أنها وبعد مرور حوالى العشرة أيام على الحادثة، عادت لتهتم مجددا بمصيره بعد ما وردت معلومات لقوى الامن الداخلي تفيد بأن جاسم جاسم تم توقيفه واصطحابه من سراي بعبدا إلى مكان مجهول على يد مجموعة أشخاص يعتقد أن أحدهم الملازم الاول صلاح علي الحاج.
التحقيقات التي أجرتها قوى الامن الداخلي مع الرتباء والعناصر الذين كانوا في الخدمة ليل 24 /شباط /2011 في مخفر بعبدا أوصلت إلى رواية واحدة لحادثة الاختطاف فيما أفيد أنه تم التعرف إلى صورة الملازم أول صلاح الحاج من بين الصور التي عرضت على المستجوبين للذين قاموا بالمهمة.
وفي التفاصيل أنه وعندما كان جاسم جاسم ينتظر عائلته في مخفر بعبدا لاصطحابه بعد ما أخلي سبيله، دخل إلى السراي سيارة رباعية الدفع كبيرة الحجم سوداء اللون تحمل لوحة قوى الأمن الداخلي بعد ما أبرز السائق بطاقته العسكرية حاجبا بإصبعه الإسم والرتبة، السيارة خرجت مجددا وانتظرت أهل جاسم ورافقت شقيقيه اللذين كانا في سيارة "ستايشون" بعدما أقنعهما من في داخل الجيب أنهم مكلفون بتسليمهم شقيقهم فدخوا معا إلى السراي وعندما خرج الجاسم وضعوه مع شقيقيه داخل الجيب فيما تولى قيادة السيارة الأخرى واحد من المجموعة وانطلقوا. وبعملية رصد للخط الرباعي الذي كان بحوزة الحاج وأيضا هاتفه الخلوي تبين أن الجيب انطلق 12 ليلا بخاطفيه من بعبدا ومر بطريق ضهر البيدر بتمام الساعة 12،46 وبعدها إلى شتورا مرورا بمجدل عنجر وصولا إلى يانطا حيث كان ينتظرهم أحد المسؤولين في الجبهة الشعبية الفلسطينية باتر راتب النمر المعروف بأبو راتب والذي يعمل على عمليات التهريب فتم التسلم والتسليم الساعة 1،24، رصد الخط الرباعي وخطه الخلوي أظهر أن الملازم أول صلاح الحاج عاد من ينطا مرورا ببر الياس إلى مار مخائيل حيث كانت الساعة قد أصبحت 2، 42 فجرا.
الحاج اتصل قبيل عملية الاختطاف بأبو راتب 19 مرة وأجرى عشرة إتصالات به يوم الإختطاف وعاد واتصل به مرة واحدة في اليوم التالي على الإختطاف كما أجرى ليل العملية وفجرا أكثر من اتصال بعناصر أمنية من السفارة السورية. هذا وتبين من خلال هاتف أبو راتب أنه كان متواجدا أيضا في يانطا في التوقيت نفسه الذي كان فيه الحاج هناك.
تحقيقات قوى الامن الداخلي تضمنت إفادة الملازم أول الحاج الذي نفى فيها كل ما نسب اليه مبررا أنه كان في مهمة مع السفير السوري في منزل أحد السفراء في بعبدا. التحقيقات أشارت إلى تقارب كبير بين اختطاف آل جاسم والمعارض السوري شبلي العيسمي وذكرت المعلومات أن القوى الأمنية تعمل على استجماع كل المعلومات حول هذه القضية.
دنيز رحمة فخري
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك