جاء في صحيفة "اللواء": لم يكن اللقاء بين الرئيسين نجيب ميقاتي وعمر كرامي عادياً، بل تحضيرات كثيرة وشخصيات عدة مقربة من الطرفين عملت من خلف الكواليس لإنضاجه في الوقت المناسب. أما "جدول أعمال" اللقاء فكان مثقلاً بالملفات السياسية والإنمائية وأهمها: تمويل المحكمة الدولية، وموضوع "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى"، وإنماء طرابلس.
واللقاء الذي دام لأكثر من ساعة ونصف الساعة في دارة ميقاتي في فردان، شارك فيه إلى جانب الرئيسين وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وشقيق رئيس الحكومة طه ميقاتي.
وفي حديثه لـ"اللواء"، وصف الوزير فيصل كرامي اللقاء بـ"الإيجابي والمثمر"، لافتاً إلى أن مدينة طرابلس وحاجاتها الإنمائية شغلت الحيّز الأكبر من اللقاء. ونفى ما تحدّث عنه البعض من أن كرامي يلعب دوراً وسيطاً بين ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون لحلحلة بعض الأزمات العالقة بينهما، قائلاً: "الرئيس ميقاتي على تماس مع كل الأطراف السياسية وليس بحاجةٍ إلى وساطة من أحد، كذلك ليس هناك أزمة بين ميقاتي وعون بل هناك وجهات نظر بعضها متفقة وبعضها مختلفة، وهذا شيء طبيعي".
وأكد وزير الشباب والرياضة أن الرئيس عمر كرامي خرج مرتاحاً بعد الزيارة، رافضاً الحديث عن أن اللقاء كان يهدف إلى نقل رسالة سورية إلى ميقاتي، لافتاً إلى أن هذا الإجتماع كان الأول من نوعه بين الطرفين بعد تشكيل الحكومة، وواعداً بلقاءات مستمرة في المستقبل.
وفي السياق عينه، أكدت مصادر مطلعة على أجواء الزيارة على أن ميقاتي عرض لكرامي الأسباب الموجبة لتمويل المحكمة فتحدّث عن الحصار والعقوبات التي يمكن أن يفرضها المجتمع الدولي على لبنان، مؤكداً أن لبنان لن يستطيع تحمّل هذه الظروف، كما أن التمويل أو عدمه لن يؤثر على مسار المحكمة• وبعدها سأل ميقاتي كرامي رأيه، فقال الأخير: "موقفي تعرفه جيداً من الإعلام، فأنا أعتبر هذه المحكمة مسيّسة".
ولفتت المصادر إلى أن ميقاتي لمس ليونة من قبل الرئيس السابق في موضوع تمويل المحكمة وأعرب عن تفهمه لوجهة نظره، كما تناقش الطرفان في المخارج المطروحة• وأكد كرامي على وجوب البحث عن صيغة تريح الجميع من جهة، وتوفّق بين تحقيق العدالة وحماية لبنان، مشدداً على ضرورة إبقاء باب النقاش مفتوحاً بين الجميع للوصول إلى تسوية ما خصوصاً وأن لدينا متّسعاً من الوقت.
وفي موضوع "المجلس الشرعي"، أكدت المصادر على أن الرئيسين اتفقا على التمديد للمجلس، معتبرين أن لـ"تيار المستقبل" سيطرة على المجلس ولن تنتج الإنتخابات إن جرت سوى تعديلات يريدها "المستقبل" لإحكام سيطرته أكثر.
وعن زيارته لسوريا، نقل كرامي لميقاتي رضى الرئيس بشار الأسد عن أداء الحكومة ورئيسها، إلا أنه لم يأتِ على ذكر المحكمة الدولية، مشيراُ إلى أن الزيارة كانت للاطمئنان على الوضع في سوريا الذي يؤثر بشكل مباشر على لبنان عموماً وطرابلس خصوصاً.
وبعد الزيارة قال ميقاتي : "كان اللقاء مع الرئيس كرامي مفيدا، وتم التطرق خلاله الى كل المواضيع السياسية، ودائما نقتدي بآراء الرئيس كرامي الوطنية وهو قيمة كبيرة، ومجددا أرحب به ونحن الى جانبه ونريده دائما الى جانبنا لما فيه المصلحة الوطنية والمصلحة الطرابلسية أيضا".
بدوره قال كرامي: "كما يقولون باللغة العامية انا أرد الزيارة، لاننا ندرك مدى انشغال الرئيس ميقاتي بالامور التي يواجهها سواء على صعيد الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية إضافة الى مطالب العمال والموظفين والاساتذة وموضوع المحكمة الدولية ناهيكم عن مشاريع طرابلس•كل هذه الامور تستدعي جلسة مطولة لكني أعلم مدى انشغاله لا سيما اليوم (امس) حيث سيزور مع فخامة الرئيس مغارة جعيتا".
أضاف : "نحن نتمنى له ولحكومته، التي نحن ممثلون فيها، التوفيق، خصوصا على صعيد مشاريع طرابلس لان هذه المدينة محرومة الى أبعد الحدود. وأملنا في أن يتمكن ومعه الوزراء ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في أن يتابعوا كل هذه الأمور التي ترهقهم جميعا".
سئل كرامي: هل تطرقتم الى مسألة تمويل المحكمة الدولية، وما هو موقفكم من هذه المسألة خصوصا أن نجلكم ممثل في الوزارة؟ فرد الرئيس ميقاتي "ان الرئيس كرامي سبق له التعبير عن رأيه في هذا الموضوع".
وسئل كرامي: هل تطرقتم الى مسألة تأجيل انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى؟.
أجاب : "لم نتطرق الى هذا الموضوع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك