جاء في صحيفة "اللواء": تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤكداً المؤكد في رفض "حزب الله" لتمويل المحكمة، فاستعاض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن "فتح المنادل" لاستشعار موقف الحزب، إلا أنه لم يقفل القوسين في الحديث عن ضرورة دفع لبنان حصته البالغة 49%.
وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"اللواء"، فإن ميقاتي يبدو مرتاحاً لكلام نصرالله، ولكنه لم ييأس ولم يرفع العشرة استسلاماً، بل ما يزال على العهد "النيويوركي".
يعرف "قاطن السراي الحكومي" أن الوقت الحالي ليس مؤاتياً لإخراج ملف المحكمة من "ثلاجة الإنتظار". وهو الذي لم يعتد المغامرة بل يعمد إلى ترتيب أوراقه بتأنٍ وتفكير، لن يضع المحكمة على طاولة "القمار السياسي" دون أن يكون قد حفر لها طريقاً آمناً وسالكاً للمرور بسلام.
ويشكّ من يعرف ميقاتي بأن تخور قواه التفاوضية أو تصطدم بجدار الرفض، إذ أن تحت قبعة رئيس الحكومة الكثير من الأوراق الرابحة تماماً كالأرانب في قبعة الساحر، والتي لن يطلق سراحها إلا بعد أن يكون قد حاك "طلاسمها" السياسية وحضّر لها الأرضية المناسبة.
إذاً لن يلعب ميقاتي بالنار طالما أن الوقت لا يزال أمامه للتفاوض والإقناع، مترقباً ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة• لا يراهن رئيس الحكومة كلياً على الوضع في سوريا أو ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية-الإيرانية، ولكنه مدرك أن سرعة إيقاع الأحداث الإقليمية، ستعصف بالـ"ستاتيكو" السياسي المتصلّب في عروق السياسة المحليّة، وستنتج حلاً أبيض كان أم اسود في ملف المحكمة.
وفي السياق عينه، لا يعير وزير الدولة أحمد كرامي الإهتمام للتنبؤات التي يطلقها البعض يمنةً ويسرة في إمكانية تمويل المحكمة أو عدمها، إذ أنه مؤمن بأن في "بلد العجائب" - على حدّ توصيفه - الكثير من الأمور التي قد تحصل وعلينا أن لا نستغربها. وينطلق كرامي من النظرية عينها للإشارة إلى أن المخرج في موضوع التمويل قد يولد من حيث لا ندري، كما أنتجت في السابق الكثير من الحلول لعقدٍ لا حلول لها، لافتاً إلى "أننا نملك الوقت الكافي للمشاورات والمفاوضات وعلينا أن لا نستبق الأمور".
ويؤكد كرامي أن النقاش في المخارج بين الحزب ورئيس الحكومة جارٍ على قدم وساق والخطوط مفتوحة بينهما، معتبراً أن كل الإحتمالات واردة• ويضيف: "لن أحكم مسبقاً في إمكانية الوصول إلى مخرجٍ ملائم فهذا موضوع مهمّ وحسّاس بالإضافة إلى وجود فريق في الحكومة يريده وفريق آخر يرفضه"، مشدداً على أن "سيكون ميقاتي صريحاً في قرارٍ لا لبس فيه".
وحول طلب "كتلة المستقبل النيابية" من ميقاتي إعلان الموقف الذي سيتخذه هو وحكومته في موضوع التمويل يكون واضحاً وصريحاً، يؤكد كرامي أن "المستقبل" هي أكبر كتلة نيابية ويحقّ لها أن تطلب ذلك، رافضاً في الوقت عينه القول أن وعود رئيس الحكومة هي وعود فارغة، قائلاً: "سيأتي اليوم الذي سيتأكد فيه الجميع من أن وعوده ليست فارغة".
وعن كلام نصرالله، يشير كرامي إلى أننا نعيش في بلد ديمقراطي ولكلّ فريق رأيه، لافتاً إلى أن "الحزب لديه رأيه الثابت في موضوع المحكمة وهذا حقّه فنحن كطرف سياسي لن نفرض رأينا عليه تماماً كما لا يمكنه فرض رأيه علينا"، معبّراً عن التزامه بموقف ميقاتي المنفتح على الجميع سواء كانوا حلفاء له أو خصوم مع الحفاظ على تأييدنا لتمويل المحكمة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك