رغم التضارب الواسع الذي يسود المشهد السياسي الداخلي في لبنان حيال الملف الأشد سخونة في الظرف الحالي والمتصل بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعربت مصادر وثيقة الصلة بهذا الملف لصحيفة "الراي" الكويتية عن استبعادها حصول اي تطور فعلي حاسم في شأنه قبل نهاية تشرين الثاني.
وأوضحت هذه المصادر ان زوار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يلحظوا لديه اي تبديل او استعداد لتعديل موقفه المتشبث بتمويل المحكمة لا بل ان هذا الاستعداد لديه ازداد قوة في الايام الاخيرة ما يعني ان شيئاً جدياً لم يحصل بعد على صعيد التفتيش عن مخرج للتعارض الحاد القائم بينه وبين "حزب الله" في هذا الصدد.
كما ان بضعة مؤشرات سجلت في اليومين الاخيرين وأوحت بأن مرحلة حسم هذا المأزق لم يحن أوانها بعد، ومن جملة هذه المؤشرات تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في تصريح صحافي امس انه متمسك بخيار تمويل المحكمة ايضاً اسوة بالرئيس ميقاتي، وكذلك قيام الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بزيارة لدمشق قبل عشرة ايام وتداوله هذا الملف مع الرئيس السوري بشار الاسد.
وتضيف المصادر نفسها ان ما لا يعترف به الافرقاء الداخليون يلعب دوراً اساسياً في تقرير الوجهة النهائية لملف التمويل، وهو ان الحكومة تسعى الى استنفاد كل الوقت المتاح امامها قبل الوصول الى لحظة حسم موقفها، وهذا الامر يتوافق عليه ضمناً سائر اطراف الحكومة. ثم ان هناك ترقباً ضمنياً للتطورات السورية وردود الفعل الدولية عليها والمناخ الذي ستتشكل في ظله اتجاهات معالجة ملف التمويل باعتباره ذات صلة مباشرة بالمجتمع الدولي عبر مجلس الامن. فإذا كانت احتمالات التعرض لعقوبات دولية جراء وقفٍ محتمل للتمويل لا تثير ظاهرياً مخاوف رافضي التمويل في الفترة الحالية، فلا شيء يمنع بعد اكثر من شهر ان يصبح هذا الاحتمال اكثر من جدي بما يوجب اخذه في الاعتبار اكثر من اي وقت مضى.
وبحسب هذه المصادر فإن قوى الاكثرية ورغم ارتباط معظمها بالنظام السوري، لا تتفق على أجندة موحدة لا في خصوص الحسابات المتصلة بالأزمة السورية ولا في خصوص التقديرات العائدة للوضع الداخلي في ظل انعكاسات الازمة السورية على لبنان. لذا تعمد هذه القوى مقدار ما يمكن الى ارجاء الخوض في هذا الاستحقاق حتى اللحظة الاخيرة المتاحة مع وضع سيناريوات نظرية من الآن لكل الاحتمالات المفتوحة. وهو الامر الذي سيحتم بالتالي نشوء وساطات من داخل صف الاكثرية تعمل على بلورة مشاريع تسوية، وثمة من يرجح ان يلعب كل من الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري دوراً اساسياً في ذلك..
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك