كشف ديبلوماسي بريطاني في لندن، أمس، أن من بين الأسباب المهمة التي جعلت إدارة باراك أوباما تمالئ نظام بشار الأسد، "قبول هذا الأخير ارسال خبراء وطيارين جويين الى كل من اليمن وافغانستان لمحاربة تنظيم "القاعدة"، كما أن استمرار الإدارة الأميركية في دعم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حتى الآن وممارستها الضغوط على مجلس التعاون الخليجي لعدم التخلي عنه، هو قبوله طلب المساعدة الجوية السورية خصوصاً خلال الاشهر الخمسة الاخيرة التي طفا فيها على السطح مقاتلو "القاعدة" بشكل علني في محافظة أبين في زنجبار حيث سيطروا عليها، ما استدعى استقدام مساعدة طيارين سوريين للقضاء على هؤلاء، اضافة الى ان صالح الذي يستخدم القاعدة "فزاعة" للأميركيين كان يرمي من وراء استقدامه هؤلاء الطيارين الى استخدامهم في الحقيقة لضرب الثوار في المحافظات، إذ كان يعتقد انهم سيشنون هجمات واسعة النطاق ضد أركان نظامه، مع امتناع طياريه عن الدفاع عنه".
وقال الديبلوماسي البريطاني لصحيفة "السياسة" ان الاسد وافق قبل عامين تقريباً، بناء على طلب أميركي، على إرسال 54 طياراً متدربين على طائرات "ميغ" و"سوخوي" الروسية التي يملكها سلاح الجو اليمني لمساعدة الجيش اليمني على إنهاء تمرد الحوثيين وإبعاد خطرهم عن دول المنطقة".
وأكد الديبلوماسي ان طيارين سوريين وعراقيين شاركوا في الهجمات الجوية على قوات "طالبان" و"القاعدة" على الحدود الافغانية - الباكستانية وفي محافظات افغانية مختلفة منذ العام 2006, و"هو أمر تحفظه واشنطن وبعض دول حلف الأطلسي للأسد وجماعته, ما يفسر هذين التباطؤين الاميركي - الاوروبي والعربي في معاملتهم مع قدم المساواة مع العقيد الليبي معمر القذافي لوقف مجازرهم ضد الشعب السوري الثائر سلميا".
وتأتي معلومات الديبلوماسي البريطاني في أعقاب مصرع ثمانية طيارين سوريين في تحطم طائرة عسكرية تابعة للجيش اليمني الاثنين الماضي في محافظة لحج، تضاربت التقارير بشأن اسباب سقوطها، إلا ان ضخامة عدد الضباط السوريين الذين قتلوا في الحادث جلب انتباه العالم الى الدور الذي يلعبه نظام البعث السوري في حروب المنطقة، الى جانب دوره المتقدم في استخدام الارهاب والاغتيالات وسائل لفرض سياساته المتطرفة على دول الشرق الاوسط ومحيطيها الآسيوي والافريقي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك