رحلة معارض سوري مخطوف في الضاحية والمطار!
Kataeb.org

هل أصبح مصير المعارضين السوريين المتواجدين في لبنان الخطف والضياع في غياهب المجهول؟ من الجهة الخاطفة ومن يحمي "ظهرها" ويؤمن لها "بيئة" مؤاتية لارتكاب الجريمة دون اي حسيب او رقيب؟ من يلاحق؟ ومن يحاسب؟ من يحمي حرية الرأي والتعبير؟

أسئلة كثيرة تطرح منذ بداية المسلسل القاتم والخطير مع خطف السياسي السوري  المعارض للنظام شبلي العسيمي، ومن بعده الأخوة من آل جاسم الذين خطفوا من بعبدا، وخطف الأخوين الصحن وصديقهما الصالح مؤخرا من منطقة بئر حسن وظهورهما فجأة ليدعوا بأنهم تعرضوا لعملية سلب!

وعلى ما يبدو، للأسف، فان هذا المسلسل الذي لا يشبه الا سنوات سوداء عاشها لبنان في فترات الحرب، مستمرٌ، ما ينبئ بالأخطر على الصعيد الامني والسياسي.

معلومات خطيرة في هذا الاطار، حصل عليها موقع Kataeb.org من مصادر موثوقة، يضعها برسم اعلى المسؤولين وامام الرأي العام، عسى ان تضرب الدولة اللبنانية بيد من حديد كلّ من يتجرأ على تخطي القوانين والمؤسسات، فتنهي فصول هذه الظواهر الميليشيوية.

يعمل ع.أ ، سوري الجنسية في السعودية منذ أكثر من عشر سنوات. يملك الشاب الثلاثيني مصانع ومعامل في المملكة، وحاله المادية ميسورة جدا. متزوجٌ وله ثلاثة ابناء. بحكم عمله، غالبا ما يزور ع.أ. لبنان للقيام بصفقات تجارية. منذ حوالى الأسبوع، قدم الشاب السوري الى لبنان بهدف شراء مواد الرخام والغرانيت. استغلّ زيارته للسلام على صديق له، يدعى ح.ج.. توّجه الى منزل الأخير، في الضاحية الجنوبية. هناك، تواجد الشاب السوري مع اصدقاء آخرين لرفيقه. في خلال الجلسة، حضر " الكلام في السياسة"، راح كلّ منهم يدلي برأيه وتقييمه للوضع. وصل الحديث الى "سوريا". سارع الشاب ع.أ. في البوح عن رأيه تجاه النظام الحاكم. الشاب من المعارضين! بلهجة قاسية، انتقد النظام ورئيسه...وصحا في مستشفى الرسول الأعظم. وفي التفاصيل ان الضيوف الذين كانوا حاضرين في منزل صديقه ينتمون الى حزب الله، ولم " يعجب خاطرهم" ان انتقد الشاب النظام " ومن يشدّ على مشدّه"، فبرحوا به ضربا الى ان استدعت حالته نقله الى المستشفى. الا ان القصة لم تنته هنا، اذ وخلال وجوده في المستشفى دخلت عناصر حزبية واقتادته الى مكان مجهول في الضاحية الجنوبية، حيث مكث مدّة ثلاثة ايام. في تلك الفترة، لم يعرف شقيقه الذي رافقه في الزيارة الى لبنان عنه شيئا. نهار الأحد، تمّ الافراج عن الشاب. كانت رحلة العودة مقررة يوم الاثنين. توّجه الشقيقان في ذلك اليوم الى مطار بيروت للاقلاع نحو الرياض. قبل ان يصل السوريان الى الامن العام داخل المطار، استوقفهما شخص طالبا من شقيق ع.أ. المغادرة، " لأن أخيه سيتمّ حجزه رهن التحقيقات لمخالفات ارتكبها"! هُدد الشقيق بالتوقيف ايضا في حال البقاء.

منذ ذلك الوقت تحاول عائلة ع.أ. معرفة اي خبر عنه او عن مكانه من دون ان تفلح. شقيق " المخطوف" فوّض محاميا لمتابعة الموضوع، فقام الاخير بالاستفسار لدى الامن العام في المطار الذي اكدّ ان " هذا الشخص لم يحضر اطلاقا وان اسمه لم يردّ في السجلات". بل ان اي شبهة لا تحيط به!

ع.أ. معراض سوري جديد يضاف الى لائحة المفقودين. فأين هو الآن، ومع من؟ لا يزال في احدى ضواحي لبنان ام خارج حدوده؟

الصورة لا تزال قاتمة. حال ع. أ. هي حال من سبقه، عمدا، الى المجهول. فهل يا ترى سيصبح نصف الشعب اللبناني المعارض للنظام في سوريا معرضا للاختطاف، او مخطوفا؟ والى متى ستبقى الدولة اللبنانية برمتها...مخطوفة؟