المستقبل
اتهم الناطق باسم القوات الاميركية في العراق، الجنرال جيفري بوكانن، ايران وخصوصاً "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري بدعم ميليشيات شيعية متطرفة بهدف عزل العراق عن علاقاته بمحيطه العربي وبالولايات المتحدة، كاشفا عن وجود محادثات مفصلة مع الحكومة العراقية لتسليم القيادي البارز في "حزب الله" علي موسى دقدوق الى السلطات العراقية بعد نهاية الاتفاق الامني بين بغداد وواشنطن.
الجنرال بوكانن وفي تصريح لصحيفة "المستقبل" شدد على "التزام الولايات المتحدة بالشراكة مع العراق على المدى البعيد من اجل حماية التجربة الديموقراطية فيه"، مشيرا الى استمرار النقاشات بشأن طبيعة العلاقة بين البلدين على صعيد تطوير وتدريب القوات العراقية، خصوصاً في ظل عدم التوصل الى اي اتفاق عسكري جديد بين البلدين، لاسيما ان القوات العراقية مازالت غير قادرة على حماية العراق من الاخطار الخارجية"، ولافتاً الى وجود اتصالات مع دول خليجية بشأن الدور المستقبلي للقوات الاميركية في منطقة الخليج العربي بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الحالي.
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تود أن يكون لديها علاقة مع ايران مبنية على احترام سيادة العراق واستقراره، وتأمل كذلك ان يكون هناك علاقة بين العراق وايران، لانهما يتشاركان بحدود طويلة، ومن الطبيعي ان يكون هناك تأثير بين البلدين".
واضاف: "ونريد ان تحترم ايران سيادة العراق وتعامله كشريك ايجابي في المنطقة، لكن تصرفات حكومة ايران وخصوصاً "فيلق القدس" الايراني في الماضي، كانت مركزة على عزل العراق وتقيده من الناحية الاقتصادية والسياسية لجعله ضعيفا وعزله ليس فقط عن الولايات المتحدة، لكن عن جميع دول الجوار، حيث من الضروي ان يكون للعراق علاقات جيدة مع دول الجوار، ويجب على ايران ان تحترم ذلك".
واشار إلى أن مصير بعض العناصر الخطرة من تنظيم "القاعدة" والقيادي في "حزب الله"، اللبناني علي موسى دقدوق، "سيتم تحويلهم، بحسب الاتفاق الامني، الى الحكومة العراقية في نهاية هذا العام"، لافتاً إلى أن هناك "حالياً نقاشاً مفصلاً عن هؤلاء مع وزارة العدل العراقية. كما سبق وتم تحويل معظم المعتقلين الى السلطات العراقية خلال الصيف الماضي، بينهم عناصر قيادية من النظام الحاكم السابق، وسنستكمل هذا النقل نهاية هذا العام قبل مغادرتنا".
ورفض الافصاح عن امكانية إطلاق سراح علي موسى دقدوق، قبل مغادرة القوات الاميركية نهاية العام الجاري، وقال: "لا نعلّق على افراد، ولكن جميع هذه التفاصيل تتم مناقشتها مع الحكومة العراقية، وقد اعطينا اسماءهم الى الصليب الاحمر لتتم زيارتهم دوريا".
وحول ما إذا كان دور الميليشيات السنية او الشيعية قد ضعف او سيقوى مجدداً، قال: "لا استطيع التكهن بالمستقبل، فهذه المجموعات تقول انها تهاجم القوات الاميركية فقط، لكن في الحقيقة معظم الضحايا كانوا من العراقيين".
واضاف: "احدى هذه المجموعات تطلق على نفسها أسم "عصائب اهل الحق" ولكني افضل ان اسميها "عصائب أهل الباطل" لانها مسؤولة عن 25% من الاغتيالات في بغداد، والتي طالت عراقيين ليس لهم علاقة بالاميركيين، وبالتالي فإن "كتائب حزب الله" و"عصائب اهل الباطل" ستكونان موجودتين بعد مغادرة قواتنا، والشي نفسه بالنسبة لـ"لواء اليوم الموعود"، معرباً عن اعقتاده بأن "العلاقة بين "كتائب حزب الله" و"فيلق القدس" هي الاقوى، ولدي الثقة الكاملة بالقوات العراقية بالتعامل مع هذه المجموعات، أما بالنسبة لتنظيم "القاعدة" فإن تمويله من دول خارجية، لذا نحتاج لحوار سياسي للقضاء عليه".
من جهة ثانية، اكد الجنرال بوكانن عدم التوصل مع الحكومة العراقية إلى اي اتفاق جديد، مشيراً إلى أن "الاتفاق الامني سينتهي بنهاية السنة الحالية، ونحن ملتزمون بالجدول الزمني لسحب قواتنا من جميع مناطق العراق في نهاية هذا العام، اما الاتفاقية الثانية التي عقدت عام 2008، وهي اتفاقية الاطار الاستراتيجي، فهي عبارة عن شراكة متواصلة بين البلدين".
وأوضح أن هذه "الاتفاقية لا موعد لانتهائها، وتنص على التعاون في شتى المجالات، وأحد هذة المجالات هي التعاون في مجال الدفاع والامن"، معرباً عن ثقته أن البلدين سيتعاونان في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد اي اتفاق، ولا اعتقد ان هناك مفاوضات، بل هناك نقاشات بين البلدين".
وكشف عن نقاشات مع دول المنطقة التي تتواجد فيها قوات أميركية، تتناول دور قواتنا، وقال: "من المهم ان أبيّن أن تواجد قواتنا في هذه الدول لا يعني انه لأغراض عسكرية، بل ان تواجدها يحدده الاتفاق مع هذه الدول".
واضاف "أما إذا كان هناك دور لحماية العراق بشكل ما او اي دولة اخرى في المنطقة، فهذا يعتمد على طبيعة الاتفاق بين البلدين"، مؤكداً "تصميم بلاده والتزامها بشراكة حقيقية ومتواصلة مع العراق واي طلب للمساعدة او دعم سوف يكون في موضع اعتبار".
واعرب عن اعتقاده بأن العراق اجتاز الصعوبات الامنية في الداخل، لكنه لا يزال في بداية الطريق مع الاخطار الخارجية، وقال: "بالنسبة الى الامن الداخلي، فالقوات العراقية لديها الدور الرئيسي في مسك الملف الداخلي، وفي مجال قدراتها، هناك مجال للتحسن، لقد تطوروا كثيرا في رفع قدراتهم خلال السنتين الماضيتين من ناحية جمع وتحليل وتوزيع المعلومة الاستخباراتية".
وتابع: "اما في ما يتعلق بالتهديدات الخارجية، فالقوات العراقية اقرب الى البداية، فهي تحتاج الى الكثير من الخبرات كي تستطيع حماية بلدها من اي اعتداء خارجي، وانا اشعر بارتياح تام لقدرات هذه القوات، لكن عليهم الاستمرار في تطوير نفسها".
وشدد على ضرورة استمرار العلاقة مع العراق، واعداد دورات تدريب للضباط العراقيين في الولايات المتحدة، بانتظار ما ستؤول اليه النقاشات حول الحصانة القانونية التي تتمتع بها قواتنا في كل الدول المتواجدة فيها".
إلى ذلك، ورداً على سؤال حول الضمانات العراقية بأن الاسلحة الاميركية التي تعتزم بغداد شراءها، لن يتم افشاء اسرارها للدول المجاورة، لاسيما بعدما ظهرت في سوريا حواسيب تم استيرادها من الولايات المتحدة إلى العراق، أجاب الجنرال بوكانن: "لقد قرأت القصة من الاعلام، ولا يمكنني التعليق، لانه ليس لدي اي حقائق عن هذا الموضوع، ولكن من اجل التوصل الى اتفاق لابرام هذه العقود، هناك شروط عدة لحماية اسرار هذه الاسلحة".