اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ان "ما يجرى في دولنا وعلى حساب شعوبنا يؤكد ان السياسة الاميركية في المنطقة معيارها "أمن اسرائيل فوق كل اعتبار"، فلا ديمقراطية ولا حقوق انسان تُشغل بال السياسة الاميركية والغربية في عالمنا العربي والاسلامي، بل أمن اسرائيل، وما سوى ذلك فهو مباح ولو راح ضحيته الالاف المؤلفة من البشر في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان".
قبلان وخلال خطبة عيد الاضحى المبارك التي القاها في مسجد الامام الحسين، أشار الى ان "ما يحدث في سوريا يدعونا الى القلق الشديد، ويؤكد أن المؤامرة على المنطقة خطيرة جداً، فلا يجوز التعامل معها على اعتبار انها مسألة حقوق انسان، فالقضية أبعد من ذلك، والهدف لا يقف عند حدود إسقاط وتغيير نظام، بل القضية قضية ضرب معقل أساسي من معاقل التحدي الرافض لكل املاءات الانبطاح والذلّ والاستسلام للسياسات الاميركية الصهيونية، إننا ندعو الشعب السوري الابيّ في رحاب هذا اليوم المبارك الى الحذر من الانجرار الى فخ الديمقراطية الاميركية المزعومة، وخفاياها المشبوهة، كما ندعو الاشقاء العرب الى العودة الى أخلاقياتهم الاصيلة بالوقوف بجانب سوريا في محنة اصطنعتها ودبّرتها أيد عابثة ومتآمرة، ليس على سوريا ولبنان وفلسطين فحسب بل عليكم وعلى المنطقة بأكملها".
الى ذلك، توجه قبلان الى "شركائنا واخواننا في هذا الوطن المعذّب بأيدي سياسييه، دعوتنا اليكم وقفة ضمير انساني وأخلاقي وديني ان تكفّوا عن المكايدات والمشاحنات، والمبادرة فوراً الى حوار هادف لصناعة لبنان الجديد، كفاكم مراهنة وارتهان لمن لا يريد لكم ولبلدكم ولشعبكم خيرا، كونوا على حذر وتنبّه دائمين، خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي تفرض علينا وقفة وطنية جامعة، لا تحكمها العصبيات ولا البكاء على أطلال السلطة، فالايام دول بين الناس والمركب واحد لا يحتمل الثغرات وسقوطه يعني سقوط الجميع، آن الاوان ان نعمل لدولة بكل أركانها تكون فيها حقوق المواطن محفوظة، والمواطنة الصحيحة هي المعيار، نريد دولة تليق بالتضحيات الجسام التي دفعها اللبنانيون في دفاعهم ومقاومتهم عن ارضهم وما زالوا بسببها يدفعون الاثمان باهظاً، يدفعون أمناً واستقراراً وقلقا وخوفا من الاتي".
وأضاف قبلان قائلا "نريد دولة يطمئن فيها العامل والموظف والتلميذ والمعلم وصاحب كل مهنة، نريد دولة لا مكان فيها للفساد والمفسدين ولا للشخصانية والمحسوبية وماسحي الجوخ، بل نريد دولة تراقب وتحاسب وتعاقب وتثيب، نريد دولة خياراتها واضحة وسياساتها رشيدة وقادرة على حماية شعبها والدفاع عن حقوقهم في ارضهم وفي ثرواتهم المائية والنفطية، دولة لا تهادن ولا تساوم إلا بما يؤمن سيادتها ويصون استقلالها ويحفظ استقرار شعبها".