Kataeb.org
الوضع الامني في لبنان ليس بأفضل أحواله. عمليات القتل والنهب والاعتداءات تتفاقم والمواطن بات يهاب المشي على الطرقات... المخيمات الفلسطينية تغلي على نار هادئة والعديد من المناطق باتت بؤرا امنية، حيث تنشط عمليات التسلّح والتدريب بانتظار نقطة " الصفر"...معارضون سوريون يخطفون ويعذبون لينتهي مصيرهم في غياهب المجهول، وسفارات اجنبية تحذر دوريا من موجة اغتيالات جديدة تعصف بوطن الأرز، فتدعو ديبلوماسييها ورعاياها الى اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر.
ولم تكن الاجراءات الامنية التي اتخذتها الاسكوا حول مقرّها سوى نتيجة معلومات تفيد باحتمال تنفيذ اعتداء عليها، فأغلقت الطرق المؤدية اليها ريثما تنتقل الى مبنى آخر.
هذه الاجواء التشاؤمية انسحبت بدورها على السفارات الموجودة في لبنان، فعززت اجراءاتها الامنية، وطلبت من رعاياها تفادي زيارة بعض المناطق اللبنانية، خوفا من التعرض للخطف او اعمال عدائية.
وفي خضمّ هذا الجوّ الحذر، يخرج وزير الداخلية والبلديات مروان شربل بتصريح " تصكّ له الاسنان"، مفصحا عن معلومات حول إحتمال عودة الاغتيالات الى لبنان، ليعود لاحقا ويوضح انه "عندما يكون الوضع السياسي مرتاح يكون الوضع الأمني مرتاح"، ويطمئن بالتالي "الوضع الأمني كثير منيح وممتاز".
وفي هذا الاطار، أكدّ مصدر مطلع لموقع Kataeb.org ان "الاجواء التي تيسطر في المنطقة، لا سيّما في سوريا، لا بدّ وان تنعكس على الداخل اللبناني أكان لجهة التظاهرات المؤيدة والمعارضة للنظام السوري في ساحات لبنان، او لجهة عمليات الخطف التي شهدتها الساحة الداخلية مؤخرا، ام لناحية التوغل السوري على الحدود والتوترات التي يخلّفها بين البلدين"، مشددا على "ضرورة تفعيل الخطة الامنية التي وضعتها الاجهزة الامنية لحماية المواطنين والسلم الاهلي".
واوضح المصدر ان " ثمّة مخاوف جدية من احتمال لجوء النظام السوري الى اشعال الساحة اللبنانية لغضّ نظر المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي عما يجري في سوريا، او استعمال لبنان مجددا كورقة ضغط او مفاوضات في وجه دول الغرب على حساب لبنان". الى ذلك سأل المصدر :" كيف يعقل ان تسمح بعض الاطراف اللبنانية للنظام السوري بتحويل لبنان الى صندوق بريد او جعله رهينة مصالحه الخاصة"، ملمحا الى "استباحة السفارة السورية الاصول الدبلوماسية والقوانين المرعية الاجراء، وتصرف اجهزة امنية معروفة على نحو يتخطى كلّ المنطق والقانون، فيما الدولة اللبنانية لا تتحرك!"
وسط هذه الاجواء، رصد موقع Kataeb.org الوضع ميدانيا، فتبيّن ان العديد من " المولات" في بيروت، خففت من التدابير الامنية المشددة التي عمدت سابقا الى تطبيقها بحذافيرها، فلوحظ ان السيارات الداخلة الى مواقف بعض المجمعات التجارية لم تعد تخضع للتفتيش كما جرت العادة، الامر الذي اثار علامات الاستفهام حول خلفايته واسبابه...وتوقيته!
فهل هو اشارة لأمن مستتب أم اهمال في "عزّ عواصف" الهزات الامنية ؟ ومن يحمي المواطن اللبناني وهو قد ذاق "الامريّن" في السنوات القليلة الماضية بعد سلسلة التفجيرات المتنقلة؟ وهل قدر لبنان ان يبقى ورقة تستعملها قوى خارجية لمآرب ومصالح خاصة بها؟ والى متى سيستمرّ البعض في لبنان ببيعه بثلاثين من الفضة؟