نوّرت!
المستقبل

أن يخرج علينا مجلس الوزراء مبشراً بوصول البواخر الكهربائية، فهذا والله خبر مفرح وعظيم.
وحكايتنا مع الكهرباء كحكاية الراعي الذي ظل يخيف أهل ضيعته من الذئب كاذباً حتى إذا جاءه الذئب فعلاً لم يأتِ أحد لنجدته.
أذكر جيداً أن فكرة استجلاب البواخر طرحت في العام 1993 وكانت البلاد في حالة يُرثى لها بعد خروجها من حروب الإلغاء والتحرير.
يومها تصدّى "الممانعون" للفكرة ورشقوا صاحبها بالاتهامات ثم ضغطوا لاحقاً فأزاحوا الراحل جورج افرام ليدخلوا الراحل ايلي حبيقة.. والانهيار.
ليس في النية الإساءة الى أحد إنما ستكون المفارقة فاقعة إذا عرفنا أن غلاة الإلغاء والتحرير والتدمير هم الذين ينتظرون الآن عند رصيف الميناء لاستقبال البواخر.
يقولون إن مؤسسة كهرباء لبنان تخسر سنوياً حوالى مليار دولار وللخبراء أن يحددوا الرقم بدقة لكن الخسارة الأفظع هي غير المنظورة.
النزف مستمر والتشبيح مستمر في الكهرباء وفي النفط ومشتقاته، في السياسة وفي الصناديق، في العقلية والنهج.
ليس المجال هنا لتوجيه اتهامات غير مسندة ولكننا نتعاطى مع النتائج وهي لا شك كارثية.
يوم تصل البواخر سنرفع الدعاء كي لا يهوج البحر، ويوم يستوردون الفيول سيكون علينا أن نفتش عن مكان لتنقيته (فيلتر) بعيداً عن ميناء بانياس.
قلة من العارفين يؤكدون أن "أسماك القرش" قد تُغرق البواخر الكهربائية فلنتحضر منذ الآن لدفع التعويضات.
أن يتولى رواد الإلغاء والتحرير ملف الكهرباء يعني أن نقول "نوّرت