سوريا تترقب وتسعى إلى كسب الوقت قبل اجتماع الرباط
سوريا تترقب وتسعى إلى كسب الوقت قبل اجتماع الرباط

فيما تتواصل حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، يواصل العرب والغرب تضيقهما الخناق عليه، من خلال قرارات ومواقف واجتماعات وعقوبات تزداد يوما بعد يوم.
الجامعة العربية التي كانت تتلقى في الماضي القريب الانتقادات لعدم فعالياتها، تنشط بشكل لافت في الاونة الاخيرة.
فبعد القرار الذي أصدرته بتجميد عضوية سوريا فيها، ستعقد الأربعاء في المغرب اجتماعا جديدا، تحت انظار تركيا التي تنشط بمفردها من خلال رزمة قرارات تتخذها بحق جارتها العدو والصديف فالعدو.

اذا, وعشية الاجتماع الوزاري للجامعة العربية، اكد مجلس التعاون الخليجي رفضه طلب دمشق بعقد قمة عربية طارئة معتبرا ان هذا الطلب في هذا الوقت غير مجد.
وبرر المجلس الخليجي ذلك بكون "مجلس الجامعة في حال انعقاد لمتابعة الازمة السورية وسيعقد اجتماعا قريبا لمواصلة متابعة هذا الموضوع في الرباط بالمملكة المغربية الشقيقة يوم الأربعاء".
ويتزامن الاجتماع مع زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلي للرباط للمشاركة في منتدى تركي - عربي مع نظرائه.
وعشية الاجتماع العربي، هدد وزير الطاقة التركي تانير يلديز بامكانية اعادة النظر في امداد سوريا بالكهرباء اذا استمرت الاجواء الحالية بين البلدين اللذين كانا حليفين في المنطقة.
كما اعلن يلديز ان تركيا قررت وقف انشطة التنقيب عن النفط التي تجريها مع سوريا، موضحا ان هذا القرار يتعلق بست آبار في سوريا كانت تعمل فيها شركة النفط التركية الحكومية والشركة الوطنية السورية للنفط.
وجاءت هذه الخطوات التركية بعدما صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده فقدت كل امل في ان يلبي النظام السوري مطالب الاسرة الدولية في بدء اصلاحات ديمقراطية ووقف العنف.

اثار تصعيد المواقف الاقليمية ضد سوريا ارتياحا كبيرا لدى واشنطن والمفوضية الاوروبية اللتان عبرتا عن ذلك بشكل واضح. وباستثناء ايران، لم يعد لسوريا حلفاء سوى الصين وروسيا اللتين ما زالتا تعرقلان اتخاذ اي قرار في مجلس الامن الدولي ضدها.
وذكرت وكالات الانباء الروسية ان وفدا من المعارضة السورية في الخارج زار موسكو لاجراء محادثات مع وزير خارجيتها سيرغي لافروف.
وقبيل اللقاء أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي برهان غليون أنهم يريدون تجاوز الازمة وأن يتم ذلك بدون تدخل خارجي، معربا عن استعداد المعارضة للتعاون مع ممثلين عن السلطة لا يقتلون مواطنين سوريين من اجل التوصل الى حل سلمي للازمة.
واشار الى ان دمشق خسرت كل اصدقائها في المنطقة، مذكرا بان عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني كان اول رئيس دولة عربي يدعو الاسد الى التنحي.
واعتبر غليون ان "آخر الحصون تسقط واجتماع القاهرة حاسم للجم النظام"، مشيرا الى ان النظام السوري "في موقف بالغ الحرج" و"دعوته غير المعقولة قبل يومين الى قمة عربية بينما كانت الجامعة تعلن عن عقوبات تدل على انه يسعى الى كسب الوقت".
في هذا الوقت, كان التلفزيون السوري يعلن اخلاء سبيل اكثر من  1100 موقوف في سوريا اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار 2011.

امام هذه التطورات المتسارعة، وامام سهام المواقف النارية التي تصيب النظام السوري رغم تأكيده أن "الازمة وصلت الى نهايتها"، تتجه الانظار الأربعاء الى العاصمة المغربية الرباط، فهل تتنظر سوريا مفاجأة عربية جديدة؟