دخلت المفاوضات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني أمس الأحد في مرحلتها الحاسمة، وسط تسريبات متناقضة بعضها يقول بوجود “لا اتفاق نوويا مع وجود مسائل عالقة تحتاج لتسوية”، وأخرى تفيد بأن عناصر الاتفاق قد توافرت.
واشارت مصادر أوروبية موجودة في لوزان لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أنه في الساعات الـ48 الماضية وصل المتفاوضون إلى “ساعة الحقيقة” مع اقتراب استحقاق نفاد المهلة المحددة للتوصل إلى الاتفاق الموعود.
وبحسب هذه المصادر، فإن المتاح حتى منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء إما إعلان الاتفاق بصيغة من الصيغ المتدارسة “إعلان صادر عن الوزراء السبعة، اتفاق خطي أو بيان شفهي..”، وإما إعلان الفشل وفتح الباب أمام المزايدات. ورأت أن المواضيع التي كانت حتى مساء أمس الأحد سببا للتأخير قد “أشبعت بحثا وتمحيصا وبالتالي حان وقت التسويات”. وتتمثل هذه المواضيع بثلاثة رئيسية هي: تمسك إيران بحقها في الاستمرار في البحوث النووية لتطوير معارفها وإنتاج جيل جديد من الطاردات المركزية، ومصير موقع فوردو، وأخيرا وتيرة رفع العقوبات الثنائية (الأميركية والأوروبية) والدولية.
ولفتت المصادر إلى أنه بعد ظهر أمس الأحد، تكاثرت المؤشرات التي تدل على اقتراب خروج الدخان الأبيض من قاعة الاجتماعات في البوريفاج، بعد أن أعلن أن ثلاثة من وزراء الخارجية (أميركا وألمانيا وفرنسا) قرروا تغيير برامجهم السابقة والبقاء في لوزان، التي وصلها ظهرا وزير خارجية الصين وفدريكا موغيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بينما وصل وزير خارجية روسيا عصرا وكان ينتظر وصول وزير خارجية بريطانيا مساء.
وقال مصدر دبلوماسي إن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا قررا تأجيل زيارة مقررة إلى كازاخستان اليوم من أجل البقاء في سويسرا ومتابعة المحادثات مع إيران. كما كان وزير الخارجية الأميركي ألغى أيضا رحلة كانت مرتقبة إلى بوسطن اليوم للبقاء في لوزان قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووي غدا.
وفيما تكثفت الاجتماعات الثنائية والجماعية وأبرزها لقاء كيري- ظريف صباحا، تسربت معلومات عن “تسويات” تم التوصل إليها بشأن عدد من المواضيع الخلافية العالقة، ولكن من غير أن تعلن رسميا. وأهم ما علم أن الوفد الإيراني أعلن، أخيرا، أنه يقبل بخفض عديد الطاردات المركزية إلى 6 آلاف من أصل 19 ألف طاردة يملكها. ويعد هذا الأمر تنازلا مهما من وجهة النظر الإيرانية يضاف إلى قبول طهران إخراج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب الذي تجمع لديها في السنوات الماضية وهي تقدر بحسب الوكالة الدولية للطاقة النووية 8 آلاف طن. كذلك أفيد عن قبول إيران وقف استخدام منشأة فوردو القريبة من مدينة قم والتي نشرت فيها طهران أحدث طارداتها المركزية لتخصيب اليورانيوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك