السفير السعودي في الأمم المتحدة لـ "الحياة": تفاؤل بالنجاح ضد تكتيكات اعتمدتها إيران
السفير السعودي في الأمم المتحدة لـ "الحياة": تفاؤل بالنجاح ضد تكتيكات اعتمدتها إيران
الحياة

حاولت إيران إحباط مشروع قرار سعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شأن محاولة اغتيال السفير عادل الجبير في واشنطن، عبر تقديم تعديلات عليه، لكن الديبلوماسية السعودية عملت على ضمان تبني المشروع وحشدت أكبر قدر من الدعم في مواجهة المحاولات الإيرانية التكتيكية والجوهرية.

وأفاد المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي "الحياة" إن الخطوات الإيرانية "تكتيكية وتوقعنا اللجوء إليها، وبطبيعة الحال استمرينا في عملنا لحشد الدعم والتأييد لمشروع قرارنا».

وصوتت الجمعية العامة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، على مشروع القرار السعودي الذي دعا إيران إلى "تقديم المتورطين بمحاولة اغتيال السفير الجبير إلى العدالة". وشجب محاولة الاغتيال وأعمال العنف ضد البعثات الديبلوماسية وضد ممثلي المنظمات الدولية وموظفيها، وشدد على أن "مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تبرر". وحض إيران "على التقيد بواجباتها الدولية والتعاون مع الدول التي تسعى إلى تقديم الضالعين بمحاولة الاغتيال" إلى العدالة.

ودان مشروع القرار بقوة "الإرهاب بكل أشكاله، أياً كان مرتكبه وأينما كان وفي كل وقت ومهما كانت أسبابه، إذ أنه يشكل أحد أكثر التهديدات جدية للسلام والأمن الدوليين."

وحاولت إيران إدخال تعديلات على مشروع القرار السعودي خصوصاً في الفقرات التي تطاولها مباشرة وبالاسم لكن مصادر ديبلوماسية استبعدت تمكن إيران من ذلك.

وقال السفير المعلمي إن التعديلات الإيرانية "إما تُقبل فتطرح على التصويت أو لا تقبل إجرائياً". وأضاف أن "المتوقع والطبيعي لإيران أن تلجأ إلى هذا التصرف". وتابع: "لا أستبعد أن تطرح إيران اقتراح عدم اتخاذ إجراء" على مشروع القرار السعودي، وإذا أيدته دولتان، يُطرح الاقتراح على التصويت، وهنا "تصوت الدول إما لترفضه أو لتوافق عليه" شأنه شأن التعديلات، إذا لجأت إيران إلى طلب التصويت على التعديلات فقرة بفقرة.

وأكد المعلمي "أننا نشعر بقدر كبير من التفاؤل بأن نحقق النجاح المطلوب» إنما «لن نخفف من جهودنا مع الوفود للحصول على الدعم وسنبذل المزيد من الجهود حتى آخر لحظة".

وأكد السفير أن عدد متبني مشروع القرار «تجاوز الخمسين دولة". وقال "نحن متفائلون بأن سيحصل على الأصوات اللازمة لإقراره".

وعلمت "الحياة" أن إيران اقترحت أربعة تعديلات على المشروع، ثلاثة منها تحذف كل فقرة تشير الى محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، واقتراح التعديل الرابع هو حذف الفقرة التي تدعو إيران الى التعاون مع الدول لتسليم المتورطين في محاولة الاغتيال الى العدالة.

وتوقعت أوساط الجمعية العامة معركة إجرائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا سيما أن هدف إيران هو إحراج الدول المترددة في دعم مشروع القرار السعودي لأسباب ذات علاقة باعتبار مسألة محاولة اغتيال الجبير من صلاحية المحاكم والعدالة قبل الجمعية العامة. كما حاولت إيران البناء على مواقف مبدئية للدول تميز بين دعمها مكافحة الإرهاب وبين توجيه دولة إلى أخرى تهمة الضلوع في عمليات اغتيال وعمليات إرهابية.

وأدت محاولة إيران إدخال تعديلات على مشروع القرار واعتزامها شن انقلاب إجرائي عليه إلى اضطرار الوفود المشاركة في جلسة الاقتراع إلى غياب عدد كبير من الدول عن حضور جلسة الاقتراع تجنباً للإحراج لأن المسألة أخذت بعداً جديداً ومهماً.