النهار
كتبت صحيفة "النهار": "زيارتي كانت منتجة جداً"... ببضع كلمات يلخص نائب رئيسة جمهورية البرازيل ميشال تامر لـ"النهار" ايامه الثلاثة التي امضاها في لبنان والتي يتوجّها اليوم بحضوره الاحتفال بعيد الاستقلال. والانتاجيه هذه اختزلتها محادثات مثمرة متعددة البعد مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ركزت على سلسلة عناوين في مقدمها تدشين مشاركة بلاده في القوة البحرية في "اليونيفيل" عبر الفرقاطة " اينانو" مع فريق من الجنود، ودعم بلاده لبنان في تنفيذ القرار 1701 مقابل دعم بيروت لسان باولو في مطالبتها بمقعد دائم في مجلس الامن. ومعلوم انها المهمة الثانية للبرازيل ضمن قوة حفظ السلام بعد هايتي، وهي تدلل على مكانتها المتزايدة عالمياً، بحسب تامر. واحتلت مسألة اقتراع المغتربين اللبنانيين في البرازيل جزءا من المناقشات بمبادرة من رئيس الجمهورية، وكذلك مسألة حصول البرازيليين من أصل لبناني على الجنسية اللبنانية، فكان وعد من المسؤولين البرازيليين بدرس القضية وسط تأكيد تامر ان السلطات هناك لا تملك معطيات رقمية عن اعدادهم.
وفي "غلّة" التعاون الاقتصادي، باشرت البرازيل درس مشاركتها عبر شركة البرازيل للنفط والغاز في استغلال موارد لبنان البحرية من النفط والغاز، وافتتاح فرع للمصرف البرازيلي في بيروت، فضلاً عن مساهمة شركات برازيلية في بناء سدود للمياه، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، علماً ان قيمة مشتريات البرازيل من لبنان تبلغ 243 مليون دولار مقابل مليون دولار للبنان. وبناء على اقتراح رئيس الحكومة، سيصار الى درس امكان فتح مكتب لشركة صناعة الطيران البرازيلية في بيروت، علما ان الاقتراح هذا عززه شراء ميقاتي 25 طائرة من الشركة، كما قال تامر. ومن الاقتراحات التي طرحها سليمان على ضيفه انضمام لبنان الى مجموعة الدول "مركوسور"، واذا لم يكن ذلك متاحاً ان يصار اقله الى تعزيز التعاون بين الجانبين. ونال التعاون السياحي حيزاً مهماً من المحادثات، اذ تم الاتفاق على عقد اجتماعات مشتركة لوزيري السياحة في البلدين لتنظيم هذا التبادل.
الى ذلك، لم تغب الملفات الاقليمية عن طاولة المشاورات بين المسؤولين، في مقدمها الاوضاع في سوريا وايران في ظل العوائق التي تواجه المبادرة العربية ومع ازدياد الضغط على ايران على خلفية التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا الباب، بقيت اجابات تامر عامة، فأكد ان بلاده "تتابع الاحوال في سوريا عن كثب وترفض العنف كما تدعم الاصلاحات" مركزاً على "اهمية ان يأخذ الشعب السوري القرار ورفض التدخل في شؤونه". واذ رأى ان البرازيل ستبقي على موقفها "الممتنع" في مجلس الامن في الملف الايراني، أبقى الباب مفتوحاً أمام امكان حصول تبدلات مع تبدل المناخات.
والى اي مدى اثر "الربيع العربي" على روابطهم بدول المنطقة، رأى ان "الربيع العربي حمل تغييرا عبر العولمة، وتعتبر البرازيل قيام الديموقراطية في العالم العربي امرا طبيعيا ولا سيما انها تجلب معها الاستقرار والنمو".
وتوقع ان تقبل الرئيسة البرازيلية دعوة نظيرها اللبناني لزيارة بيروت، كاشفاً انه نقل بدوره دعوة الى رئيس الجمهورية لزيارة البرازيل مجدداً.
وفي الختام، نفى ما ينشر في الصحف العالمية عن وجود شبكات لبنانية في دول اميركا اللاتينية او ما يعرف بـ"منطقة الحدود المثلثة" تمول "حزب الله"، مؤكداً ان بلاده لا تملك ادلة في شأنها.
وكان الرئيس سليمان رأس احتفال انضمام الفرقاطة البرازيلية "اينانو" الى الوحدة البرازيلية البحرية العاملة ضمن القوة الدولية في الجنوب امس في مرفأ بيروت. وكان في استقباله في القاعدة البحرية في المرفأ تامر وقائد البحرية الاميرال برادو مايا وقائد الفرقاطة ريكاردو غوميز، واطلقت الفرقاطة أبواقها ترحيباً برئيس الجمهورية، قبل ان يزيح الستار عن لوحة تذكارية للمناسبة، ويوقع ونائب الرئيسة البرازيلية السجل الذهبي.
ثم جال سليمان وتامر على أقسام الفرقاطة ومنها برج المراقبة وغرفة العمليات واقسامها الخارجية.
وظهراً، زار تامر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السرايا حيث اقيم له استقبال رسمي، ثم عقدت محادثات بين الجانبين شارك فيها عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، والوزراء عدنان منصور وفادي عبود وفريج صابونجيان ومروان خير الدين، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – البرازيلية النائب ابرهيم كنعان. كما حضر عن الجانب البرازيلي سفير البرازيل لدى لبنان باولو روبرتو كامبوستاريس دا فنتورا والوفد المرافق.
وقال الرئيس ميقاتي: "ان مشاركة البرازيل في القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان دليل على وقوفها الى جانب لبنان". ودعا البرازيل الى "الضغط على اسرائيل لارغامها على تطبيق القرار 1701 وتطبيق القرارات الدولية".
وقد أولم ميقاتي وعقيلته السيدة مي تكريماً لضيفه البرازيلي وعقيلته بمشاركة السيدة رندة نبيه بري والوفدين اللبناني والبرازيلي وشخصيات.