تابع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية الخامسة والأربعين في الصرح البطريركي في بكركي، لليوم الثاني.
بعد صلاة الافتتاح، وجه البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، رئيس المجلس، باسم أعضائه، كلمة الى صاحب الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي يشارك في أعمال الدورة، هذا نصها: "يسعدنا أن يشارك معنا في أعمال هذه الدورة الخامسة والأربعين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، صاحب النيافة والغبطة الكردينال البطريرك مار نصرالله بطرس الكلي الطوبى، الذي قاد برئاسته الحكيمة دوراته لخمس وعشرين سنة. وقد أعطى نيافته لهذا المجلس دفعا كبيرا، وأنشأ له هذه القاعة التي تستضيف دوراته. فيا صاحب النيافة والغبطة، نعرب عن جزيل شكرنا وامتناننا لشخصكم الوقور، ولكل الجهود والتضحيات والتوجيهات التي سخيتم بها، طيلة هذه السنوات، ونتمنى لكم العمر الطويل مع دوام الصحة والخير والنجاح".
ثم عقدت الجلسة الخامسة التي نسق أعمالها المطران كيرلس سليم بسترس والتي خصصت لمداخلات حول موقع الشبيبة ودورها في الكنيسة. تحدث في بدايتها الدكتور زياد فهد عن موضوع الشبيبة وذهنية العصر، فتطرق الى الإشكاليات التي تحيط بالشباب في عصر يمتاز بالتقدم والتطور التكنولوجي وبكل أشكال التواصل الاجتماعي، وأهمها التنوع الثقافي وما يتبعه من خطر الوقوع في النسبية الأخلاقية، والإطار المدني والكنسي الذي يقدم لهم فرصة لتحقيق رغبتهم في تحمل المسؤولية تجاه كل ما يدور من حولهم، والسلطة وكيفية ممارستها بحيث تلاقي الشباب وتضع الإمكانات المتوفرة لديها في سبيل خلق فرص تبادل وإبداع وتواصل، والبحث مستمر عن قيم ثابتة".
ثم تحدث كارلوس معوض عن موقع الشبيبة ودورها في الكنيسة استنادا الى اختباره الشخصي و"انطلاقا من محطات أربع: الأولى هي الكنيسة الحاضنة التي ترافق الشباب في مسيرتهم. والثانية هي الاختبار الروحي المعمق من خلال الإصغاء لشهادات حياة مكرسين وعلمانيين، والتأمل بأقوال بعض القديسين المعاصرين، وقراءة الكتاب المقدس حيث يمكن اختبار الله بأنه شخص حي، والتحرر من الخوف بعد اكتشاف محبة الله ورعايته، والثالثة هي التحديات العائلية وكيفية مواجهتها للحفاظ على الالتزام بحياة الكنيسة وعدم التفريط بالرسالة المسيحية. والرابعة هي التنشئة اللاهوتية التي تمنح الشباب معرفة دينية موضوعية تمكنهم من مواجهة تحديات العصر والمساهمة الفعلية في تحقيق مشروع الله الخلاصي في العالم".
وتحدث الدكتور أنطوان سعد عن الإعلام والشبيبة وما يقدمه تيلي لوميار من خلال إطلاقه للقناة المتخصصة "نور الشباب"، ومن خلال البرامج المتنوعة، الروحية والرعوية والاجتماعية والفنية، ومن خلال نقله للأنشطة الشبابية في عدد من المناطق اللبنانية، ولبعض اللقاءات الدولية حول الشباب، ومن خلال إطلاقه لمواقع التواصل على الشبكات الاجتماعية كالفايسبوك واليوتيوب والتويتر.
ثم وزع على الحضور نصا يوجز مضمون معرض "الإعلام وقضايا الشباب" الذي يقيمه الاتحاد الكاثوليكي للصحافة في قاعة كنيسة مار الياس ـ انطلياس، ليضموه الى المداخلة حول الإعلام والشبيبة.
بعد الاستراحة، عقدت الجلسة السادسة التي نسق أعمالها قدس الأب العام بطرس طربيه، والتي خصصت لمداخلات حول وجه الشبيبة الاجتماعي. تحدث في بدايتها ملحم خلف عن موضوع الشبيبة والمجتمع المدني، فتطرق الى الأحاسيس المتقاربة التي تنمو لدى الشباب ومنها: النقمة وعدم القدرة على التغيير وتسجيل موقف رفضي والابتعاد عن الالتزام السياسي والتحفظ تجاه ثقافة الحوار، وما تتركه هذه الأحاسيس من حالة إحباط ولامبالاة. غير أنه يبقى للشباب إرادة وطاقة من أجل مجابهة ما يعتبرونه غير مقبول. من خلال مبادراتهم الخلاقة التي تزرع الفرح في المجتمع وتعزز الثقة بقدراتهم الكبيرة على بناء المستقبل.
ثم تحدث الدكتور ريمون الخوري عن موضوع التواصل مع الشبيبة. فتطرق الى أهمية بناء هذا التواصل الذي يؤمن ناحية من نواحي الترابط الرعوي، والذي ينطلق من مبادرة شخصية من الكنيسة ويكتمل بجواب الشباب المؤمن. ورسم آلية لهذا التواصل ذات وجهين: نظري وعملي، الأول يقوم على وضع تصور لمفهوم القيادة يقوم على الشهادة والمثل. والثاني يستدعي العناية بمجموعة معينة من المهارات التي هي متأصلة في الإنسان في معظم الأحيان، غير أنه يهملها أو ينساها بسبب الظروف الخارجية. وختم حديثه باقتراح إنشاء مركز للتدريب والتنشئة على القيادة والإدارة والتواصل يطال الكهنة في الأبرشيات والرهبانيات والإكليريكيات الكاثوليكية والمنشطين الرعويين.
وتحدث الخوري جوزف سويد عن موضوع الشبيبة غير الملتزمة، هذه الفئة من الشباب البعيدين عن الكنيسة، فشدد على أهمية الموقف الأساسي القاضي بأن تذهب الكنيسة اليهم، بصورة شخصية ومن خلال شاشة التلفزيون ووسائل الاتصال التقنية. واعتبر أن هؤلاء الشباب ما تزال لديهم خميرة طيبة تحتاج الى اهتمام. واشار الى اسباب تدني أعداد الشباب المشاركين فعليا في حياة الكنيسة، ومنها عدم خلق الأطر الملائمة للشباب، وعدم اكتراث بعض الكهنة للموضوع، وعدم فعالية الأساليب والطرق المستخدمة في العلاقة مع الشبيبة، وقدم بعض الاقتراحات، منها إعداد كهنة مرشدين للشبيبة، ودعم الجماعات الكنسية الشبابية، ورسم خطط إعلامية وإعلانية توجه الى الشبيبة، ودعم المخيمات الرسولية، وغيرها.
ثم قدم المطران بولس مطر تقريرا عن الجامعات الكاثوليكية ناقشه المجتمعون واتخذوا بشأنه القرارات والتوصيات المناسبة.