سفارات ترفع إجراءاتها الأمنية بعد مصرع بن لادن وانقسام حوله
النهار

شددت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت الاجراءات الامنية التي تتخذها بعد اعلان الرئيس باراك اوباما ان قوات اميركية قتلت رئيس تنظيم "القاعدة" اسامه بن لادن في باكستان. وقد تقررت اجراءات التشدد بعد التعليمات العاجلة التي تلقتها السفارة في عوكر من الجهات المختصة في واشنطن المكلفة حماية السفارات وهي على اي حال ليست بحاجة الى دعم لوجستي لبناني لان التدابير المعمول بها عبارة عن ثكنة تتألف من امن لبناني وعدد كبير من الامن التابع للسفارة ويضم لبنانيين واميركيين.
وحذت حذو السفارة الاميركية سفارات بعض الدول الاوروبية وايضا سفارة باكستان في بيروت.
اما على المستوى الرسمي فقد استنفرت الاجهزة الامنية المختصة ومكتب "الانتربول" فرع لبنان".
هل في لبنان "قاعدة "؟ يقول المختصون في متابعة مكافحة الارهاب في لبنان ان ليس لديهم اي معلومات تؤكد وجود خلايا نائمة لهذا التنظيم، لكنهم يؤكدون ان هناك العديد من التنظيمات التي تؤيد "القاعدة" دون ان تكون منخرطة بها. غير ان هؤلاء لا يستطيعون الجزم ما اذا كانت تلك التنظيمات مستعدة ان تنفذ عمليات انتقامية بعد الاغتيال الاميركي لبن لادن ام انها لا تجرؤ على ذلك او ليس بوسعها من الناحية التدريبية القيام بذلك. واكد المختصون ان الرقابة الصارمة قائمة لمنع أية محاولة.
واللافت ان اي حدث في العالم حتى لو حصل في باكستان يكون له انعكاسه في لبنان واحتمال وقوع رد فعل عليه بذريعة ان لبنان ليس بجزيرة وهو يتفاعل مع محيطه ولا يمكن عزله عن اغتيال يقع في الشرق الاقصى ولان بعض زعماء الاحزاب والتنظيمات لا يودون تحصين البلاد التي لا تزال تعاني من حروب اسرائيلية تقع كل فترة زمنية دون ان ننسى المواجهة التي وقعت مع منظمة التحرير الفلسطينية الى ان تم إخراجها بالقوة. وفي الماضي القريب مع منظمة "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد الى ان سيطر الجانب اللبناني عليها بعد ان دفع ثمنا باهظا من شهداء.
ويأتي الكلام على تأثر البلاد بما يجري من احداث في المحيط العربي وبعض ما يجري على المستوى الدولي حتى لو كان في باكستان بسبب اغتيال رئيس تنظيم "القاعدة" اسامه بن لادن عندما استفاق اللبنانيون امس على إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما نبا مقتله. فمنهم من هلل وآخرون ابدوا اسفهم. وكان اللبنانيون ناموا على خبر اغتيال نجل العقيد معمر القذافي سيف العرب وثلاثة من احفاد العقيد.
ولقي قتل بن لادن ترحيبا من شخصيات مسؤولة وسياسية في مقدمها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لان رئيس تنظيم "القاعدة" لجأ الى الارهاب فاساء الى العروبة والاسلام. كما اثنى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لارتكابه جرائم قتل جماعية لاميركيين. كما ان هناك من يعتبر ان اغتيال بن لادن "نبأ سيئ للمسلمين" في نظر الداعية الاسلامي السني عمر بكري. وتوقع انتقاما سيكون على مستوى هجمات 11 ايلول في نيويورك وواشنطن ولم يستبعد حصول هجمات مماثلة في اوروبا. ومن المتوقع ان تتوالى اليوم الردود المؤيدة والشاجبة. والمهم تجنيب البلاد اية ردة فعل انتقامية تزيد في اهتزاز الامن فيه منذ خطف راكبي الدراجات الاستونيين مما جعل بعض الدول وخصوصا الاوروبية منها تحذرّ رعاياها بالمجيء الى لبنان الا في حالات الضرورة القصوى.